يقول : EDWARD LUTHER KESSEL (١): «أضاف البحث العلمي خلال السنوات الأخيرة أدلة جديدة على وجود الله ، زيادة على الأدلة الفلسفية التقليدية .. فقد كان في الاثباتات القديمة ما يكفي لاقناع أي انسان يستطيع أن ينظر إلى الموضوع نظرة مجردة عن الميل أو التحيّز. وأنا بوصفي ممن يؤمن بالله ارحّب بهذه الأدلة الجديدة لسببين :
فهي أولا تزيد معرفتنا بآيات الله وضوحا.
وهي ثانيا تساعد على كشف الغطاء عن أعين كثير من صرحاء الشكيين حتى يسلّموا بوجود الله.
لقد عمتّ في أمريكا ـ في السنوات الأخيرة ـ موجة من العودة إلى الدين ـ ولم تتخطّ هذه الموجة معاهد العلم لدينا ـ ولا شك أنّ الكشوف العلمية الحديثة التي تشير إلى ضرورة وجود إله لهذا الكون ، قد لعبت دورا كبيرا في هذه العودة إلى رحاب الله والاتجاه إليه. وطبيعي أنّ البحوث العلمية التي أدت إلى هذه الأدلة ، لم يكن يقصد من إجرائها إثبات وجود الخالق. فغاية العلوم هي البحث عن خبايا الطبيعة واستغلال قواها ، وهي لا تدخل في البحث عن مشكلة النشأة الاولى ـ فهذه من المشكلات الفلسفية والعلوم لا تهتم إلّا بمعرفة : كيف تؤدي الأشياء وظائفها؟ وهي لا تهتم بمعرفة : من الذي جعلها تعمل أو تؤدي هذه الوظائف؟
ولكن كل إنسان ـ حتى اولئك الذين يشتغلون بالعلوم الطبيعية لديه ميل أو نزعة نحو الفلسفة ـ ومما يؤسف له أنّ المرموقين من العلماء ليسوا دائما من الفلاسفة الممتازين. فقليل منهم هم الذين يفكرون في امور النشأة الاولى ـ.
ولو أنّ جميع المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من الأدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبعد عن التحيّز الذي ينظرون به إلى نتائج
__________________
(١) إدوارد لوثر كيسيل : أخصائي في علم الحيوان والحشرات ـ حاصل على دكتوراه من جامعة كليفورنيا ـ استاذ علم الحياة ورئيس القسم بجامعة فرنسيسكو متخصص في دراسة أجنة الحشرات والسلامند والحشرات ذوات الجناحين. راجع كتاب «حوار بين الإلهيين والماديين» ص ٢١ ـ ٢٣.