٢ ـ وقوله تعالى في سورة لقمان : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (١).
٣ ـ وقوله تعالى في سورة الأحقاق : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٢).
٤ ـ وقول الرسول الأكرم (ص) : «أفضل الغذاء للرضيع حليب امّه».
ففي هذه النصوص من كتاب الله وسنة نبيه (ص) دعوة إلى البحث العلمي بما يترتب على الرضاعة وما لحليب الام من فوائد جليلة للطفل. وإنّها أفضل بكثير من الرضاعة الصناعية التي انتشرت وشاعت في مجتمعاتنا الاسلامية.
ومما هو بعيد عن الانصاف كل البعد اتهام الاسلام أو المسلمين بالجمود ، لأنّ دورا من أدوار الانحطاط أصاب الشعوب الاسلامية بالتخلف بعد أن تراكبت عليهم مجموعة من الأسباب والعوامل الداخلية والخارجية فساقتهم إليه.
ويمكن وصف هذه الأسباب والعوامل جميعها بأنها امور دخيلة عليهم ، وليست من جوهر تعاليم الاسلام ، ولا من اسس تربيتهم الأسلامية التي توارثوها من منبعها الأساسي الذي تفجر مع فجر الاسلام بالخير والخصب والعلم ، وبكل عمل نافع ، وبكل تقدم حضاري كريم ، وكل حياة سعيدة رغيدة طاهرة من الاثم والشر والفساد في الأرض.
هذه التربية الاسلامية التي قام عليها أول الأمر رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ، ثم تلاميذ مدرسته التاريخية من بعده ، فقدّمت للعالم معجزة تأريخية لا تطاولها معجزة اخرى.
هذه هي التربية العجيبة التي استطاعت أن تحول في ربع قرن شعبا متخلفا في ثقافته وحضارته ومدنيته ، فتجعل منه شعبا قائدا رائدا للعالم المتحضر يومئذ ، فاتحا
__________________
(١) سورة لقمان : الآية ١٤.
(٢) سورة الاحقاف : الآية ١٥.