بحق مشاعل مضيئة وسط العلم الحديث ، وهداية لا يعتريها خطأ أو يمسها تعديل لما سيكشف في المستقبل.
«ليس لأحد مهما اوتي من علم غزير وكفاءة فائقة ونبوغ مرموق أن يفسر جميع الآيات الكونية في القرآن تفسيرا علميا ناصعا كاملا غير ناقص. وهكذا كلما تكامل العلم المادي ظفرنا بحقائق جديدة سبق كلام الله المجيد إلى ذكرها بإيجاز» (١).
وظل سر بعض تلك الآيات خافيا على الناس والعلماء حقبة طويلة من الزمن ، ولم تعرف حقيقته إلّا في العصر الحاضر نتيجة تطور العلوم والاكتشافات واستخدام التكنلوجيا الحديثة وآخر المخترعات. فتكشفت لنا بعض الأسرار القرآنية ، وما تحتويه من الاعجازات الكبرى التي تجعل العالم والجاهل يزداد إيمانا بعظمة الخالق الذي خلق الأشياء بحكمة وإتقان. وإن كان البعض ولا يزال قد تساوره الشكوك حول العديد من المسلّمات والحقائق القرآنية الألهية كيوم القيامة والمعاد وغيرها.
أولى الاسلام قضية البعث اهتماما خاصا ، إذ كان البعث مضلة للكثير من الضالين ، لما وقع في تصورهم من استحالة أن يعود الانسان إلى الحياة مرة اخرى بعد أن تذهب معالمه في الأرض ، ويصبح ترابا من ترابها .. بل إنّ كثيرا من المشركين كانوا على استعداد لأن يؤمنوا بالله وحده ، وأن يطرحوا هؤلاء الشركاء الذين اتخذوهم معبودين مع الله ، ليكونوا شفعاء لهم عنده ، على حين أنهم لم يكونوا مستعدين بحال أن يؤمنوا بالبعث بعد الموت ، ومن ثم كان تكذيبهم للنبي إذ جمع في دعوته إياهم إلى الايمان ، الايمان بالله ، والايمان باليوم الآخر.
ولهذا ، لم يذكر القرآن الكريم عن المشركين ما كان من اعتراضهم على الإيمان بإله واحد ، ما ذكره عنهم في كثير من المواضع من إنكارهم للبعث.
__________________
(١) التكامل في الإسلام : العلامة الفيلسوف د. احمد امين الكاظمي ج ٦ ص ١٨.