الله واضع قوانين هذا الكون وراسم أنظمة هذه الحياة ، وتلك هي سنته الثابتة في كل شيء مما خلق ، وفي كل قانون مما جعل ، (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) (١).
وقد يفر فارّ من الدين ، وقد يتنكر متنكر لهداياته وتعاليمه ، وقد يرتاب مرتاب في أمره ، ومبعث هذا التنكر وهذه الريبة جهل مطبق بمعنى الدين وضآلة علم بحقائقه ، وغفلة صادرة عن مصالح يبتغيها الدين له ، ومفاسد كبيرة يقيه الدين إياها. نعم مبعث ذلك جهل وضآلة علم وركوب رأس وعبادة أهواء ، وإلّا فماذا غير ذلك؟!. ولو أنّ العاقل الحصيف فكر قليلا في شؤون نفسه وشؤون مجتمعه ، ولو أنّه ارتفع قليلا في تفكيره عن المادة وملابساتها ، وبعد بنظرته عمّا بين يديه من شواغل وصوارف.
أقول : لو أنّه صنع كذلك ففكر ووازن وأنصف في تفكيره وموازنته لعلم حق العلم أنّ الدين ـ والاسلام من بين الأديان على الخصوص ـ هو النظام الوحيد الذي يصلح له جميع ذلك ، ولن يصلحه أبدا أي نظام سواه ، وللموضوع مؤلفات اخرى تعنى بتوضيحه وشرحه.
هذه شريعة وتلك شريعة ، بينهما من الزمن قرابة أربعة عشر قرنا ، ومن الجهود الانسانية ثورات وأهوال وضحايا لا يحيط بها الاحصاء.
والانحراف الجنسي هو وجود علاقة جنسية واضحة وصريحة بين شخصين من نفس الجنس ، أو الجماع عن طريق الشرج ، ويحصل عادة إما برضى الطرفين ، أو بالاكراه ، وينطبق على المرأة والرجل.
ومن الصعوبة بمكان تحديد الأسباب الأساسية وراء شيوع ظاهرة الانحراف الجنسي وانتشارها. فقد تشاهد لدى الأشخاص الطبيعيين تماما والمتزنين والمتحررين من أي اضطراب نفسي ، بالاضافة إلى مكانتهم الأجتماعية والعائلية المرموقة ، كما أنه من الممكن مشاهدتها لدى الشخصيات العصابية المضطربة ، والتي
__________________
(١) سورة الفتح : الآية ٢٣.