ج ـ المنافسة المالية : أصبح اقتناء المال ، وزيادة الثروة ظاهرة تسيطر على أغلب أفكار الناس في مختلف بقاع العالم في الوقت الحاضر ، وتأخذ قسطا كبيرا من تفكيرهم. علما بأنّ أغلب المشاريع التجارية وقوانين البنوك الحالية لا تستند إلى قواعد إسلامية تجعل من رأس المال الموجود مأمون الجانب. لا سيما إذا كانت تلك الأموال لم تجمع وفق القواعد الشرعية الإسلامية.
د ـ المنافسة السياسية والفكرية : وهذه المنافسة أصبحت اليوم الشغل الشاغل لأكثر الناس ، والمفكرين منهم على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم ، حيث اتخذ الصراع الفكري في العصر الراهن منحنى خطيرا ، ومؤثرا على اختلاف مستويات وشرائح تلك الطبقات. فكل فرد أو حزب ـ وحتى الحكومات ـ تعيش حالة من التفكير والقلق السياسي الدائم حول مشاكل الحاضر وما يخبئه المستقبل. سواء كان هذا القلق مشروعا وغايته خدمة الناس والمجتمع والدين. أو غير مشروع يخدم أهداف بعيدة عن السياسة الحقيقية الأصيلة والمفاهيم الدينية القويمة.
وعصرنا الحاضر يزخر بالصراعات السياسية والفكرية المتعددة الجوانب والأشكال والآفاق والمفاهيم. ولكن الصفة المميزة المشتركة لهذه المنافسة والصراع ، هي عدم الاطمئنان والخوف والحذر من إمكانية النجاح أو الفشل في تحقيق ما يريده الفرد من سياسة أو فكر. أو ما تتوخاه الجمعيات والأحزاب من نجاح أو سقوط ، خلال مراحل الصراع السياسي بين تلك الأحزاب. وما يرافق ذلك من تطورات دولية لها أثر ومساس مباشر في بقائها أو القضاء عليها.
هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ أغلب أهدافها وشعاراتها بعيدة عن روح الإسلام ومفاهيمه الحكيمة ، التي لا مكان للخوف والقلق فيها إلّا من الله ورسالته السماوية.