وتسمى هذه الحالة في الطب الحديث بالهبوط العصبي المفاجىء ، ويحدث هذا إمّا من رؤية بعض المناظر المرعبة ذات التأثير النفسي الحاد ، أو نتيجة لضربة مفاجئة وشديدة على أحد مراكز الدماغ أو بعض الأعصاب كالعصب العاشر ، فيؤدي ذلك إلى هبوط عصبي مفاجىء يجعل الأنسان يسقط على الأرض في حالة إغماء أو موت مفاجىء في بعض الأحيان.
وقد يرافق سقوط الأنسان على الأرض بعض الأعراض الطبية ، مثل التقيء الشديد ، واصفرار الوجه ، وسرعة في النبض ، مع تعرق شديد قد تنتهي في بعض الأحيان إلى السكتة القلبية.
أما في المرأة الحامل ، فإنّ التأثير العصبي المفاجىء ينتج عنه الاجهاض ، نتيجة العوامل النفسية والعصبية المارة الذكر.
والصورة الثالثة ، حيث ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد. فمن المعروف أنّ شدة الصدمة العصبية تترك ردّ فعل عصبي بقدر تأثيرها على المشاهد ، فهؤلاء الناس المصابون بالهلع الشديد نتيجة هول المنظر المخيف الذي يرونه أمامهم ، يجعل منهم اناسا غير عاديين ، يتصرفون بشكل غير طبيعي أو إرادي أشبه ما يكون بالسكران الذي يتصرف بغير عقله.
هذا الانسان الذي كان قبل فترة وجيزة كامل العقل ، مدركا ، ذا إرادة وقوة وقدرة ، يتحول في ساعة معينة إلى إنسان آخر ، خائر القوى ، عديم التوازن ، يتصرف خلاف إرادته وارائه ، بسبب شدة الصدمة التي تعرض لها لدرجة جعلته مسلوب الفكر ، غير قادر على مواجهة المنظر أو الكارثة التي حدثت أمامه. فيأخذ بالتصرف بشكل غير عقلائي وسليم كأنه شرب كأسا مسكرا.
وهذا التحول لا يحدث إلّا عند ما يكون المؤثر الخارجي قويا جدا على المؤثر عليه.
هذا التشبيه البديع لأنسان عادي المظهر يتصرف من منظر مخيف كما