الباقون : " في المجلس" (١).
قال مقاتل بن حيان : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكرم أهل بدر ، فجاء ناس منهم يوما وقد سبقوا إلى المجلس ، فقاموا حيال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينتظرون أن يوسع لهم فلم يوسع ، فشقّ ذلك على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال لمن حوله : قم يا فلان قم يا فلان ، وشقّ ذلك على من أقيم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).
قال قتادة : كانوا يتنافسون في مجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانوا إذا رأوا من جاءهم مقبلا ضنّوا بمجلسهم عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض (٣).
ومعنى : تفسحّوا توسعّوا.
(فَافْسَحُوا) أي : ليفسح بعضكم لبعض ، (يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ) في الجنة.
وقيل : في كل ما تحبون الفسحة فيه ، من مكان ورزق وقبر وغيره.
وقيل : نزلت في مراكز القتال ، وهو قول ابن عباس والحسن وأبي العالية في آخرين (٤).
__________________
(١) الحجة للفارسي (٤ / ٣٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٠٤) ، والكشف (٢ / ٣١٤ ـ ٣١٥) ، والنشر (٢ / ٣٨٥) ، والإتحاف (ص : ٤١٢) ، والسبعة (ص : ٦٢٨ ـ ٦٢٩).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠ / ٣٣٤٣ ـ ٣٣٤٤). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٨٢) وعزاه لابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري (٢٨ / ١٧) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٣٤٣). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٨٢) وعزاه لعبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه الطبري (٢٨ / ١٧) ، عن ابن عباس ، ولفظه : ذلك في مجلس القتال. وذكره الماوردي (٥ / ٤٩٢) ، والسيوطي في الدر (٨ / ٨١) وعزاه لعبد بن حميد ، كلاهما عن الحسن.