يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ)(١٩)
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) وهم المنافقون كانوا يتولون اليهود وينقلون إليهم أسرار المؤمنين.
(ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ) يعني : المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاية ، ولا من اليهود.
(وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ) قال السدي ومقاتل (١) : نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق ، وكان رجلا أزرق ، يجالس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويرفع حديثه إلى اليهود (٢).
وفي صحيح الحاكم من حديث ابن عباس : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان في ظل حجرة من حجره ، وعنده نفر من المسلمين ، فقال : إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان ، فإذا أتاكم فلا تكلموه ، فجاء رجل أزرق ، فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : علام تشتمني أنت وفلان وفلان؟ فانطلق الرجل فدعاهم فحلفوا بالله واعتذروا إليه ، فأنزل الله تعالى : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ ...) الآية» (٣).
والواو في قوله : (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) واو الحال (٤) ، وهو أبلغ في ذمهم واجترائهم
__________________
(١) تفسير مقاتل (٣ / ٣٣٤).
(٢) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ١٩٦).
(٣) أخرجه أحمد (١ / ٢٦٧ ح ٢٤٠٧) ، والحاكم (٢ / ٥٢٤ ح ٣٧٩٥).
(٤) انظر : الدر المصون (٦ / ٢٩٠).