قال الماوردي (١) : هو بلغة اليمن. وأنشد قول الشاعر :
ولكنّها ضنّت بمنزل ساعة |
|
علينا ولطّت دوننا بالمعاذر (٢) |
قلت : ومعنى : لطّت ـ بالطاء المهملة ـ : سترت.
قال ابن دريد (٣) : كلّ شيء سترته فقد لططته ، ولطّت الناقة بذنبها ؛ إذا جعلته بين فخذيها في عدوها (٤).
قال صاحب الكشاف (٥) : فإن صح ؛ فلأنه يمنع رؤية المحتجب ، كما تمنع المعذرة عقوبة المذنب.
(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ)(٢٥)
قوله تعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ) أي : بالقرآن.
أخرج [الشيخان](٦) في الصحيحين والنسائي والترمذي وغيرهم من حديث
__________________
(١) تفسير الماوردي (٦ / ١٥٥).
(٢) انظر البيت في : الماوردي (٤ / ١٥٥) ، والقرطبي (١٩ / ١٠٠) ، والبحر (٨ / ٣٧٨) ، والدر المصون (٦ / ٤٢٩) وفيهم : " وأطّت" بدل : " ولطّت".
(٣) جمهرة اللغة (١ / ١٠٨).
(٤) انظر : اللسان (مادة : لطط).
(٥) الكشاف (٤ / ٦٦٢).
(٦) في الأصل : البخاري. والمثبت من ب.