ابن عباس في هذه الآية قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم يعالج من التنزيل شدة» (١).
وفي رواية الترمذي : «يحرك به لسانه يريد أن يحفظه» (٢).
وفي رواية : «يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل مخافة أن لا يحفظ ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)(٣).
ونظير هذه الآية قوله : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) [طه : ١١٤].
(إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) جمعه في صدرك ، " وقرآنه" أي : وإثبات قرآنه في لسانك. أو إن علينا قراءته عليك ، أي : إن جبريل يقرأه عليك حتى تحفظه.
(فَإِذا قَرَأْناهُ) أي : إذا فرغ جبريل من قراءته.
قال الزمخشري (٤) : جعل قراءة جبريل قراءته ، والقرآن القراءة.
(فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) فكن مقفّيا له فيه ولا تراسله.
وقال ابن عباس : اعمل به (٥). فكان النبي صلىاللهعليهوسلم بعد هذا إذا نزل عليه جبريل بالوحي أطرق ، فإذا فرغ وذهب قرأه كما وعده الله.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) تبيينه بلسانك ، فتقرأه كما أقرأك جبريل. هذا قول ابن
__________________
(١) أخرجه البخاري (١ / ٦ ح ٥) ، ومسلم (١ / ٣٣٠ ح ٤٤٨) ، والنسائي (١ / ٣٢٤ ح ١٠٠٧) ، وأحمد (١ / ٣٤٣ ح ٣١٩١).
(٢) أخرجه الترمذي (٥ / ٤٣٠ ح ٣٣٢٩).
(٣) ذكره السيوطي في الدر (٨ / ٣٤٨) وعزاه لابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس.
(٤) الكشاف (٤ / ٦٦٢).
(٥) أخرجه الطبري (٢٩ / ١٩٠) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٣٨٧). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٣٤٨) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.