وقال آخر :
وكأنّ طعم الزنجبيل به |
|
إذ ذقته وسلافة الكرم (١) |
ويروى : وسلافة الخمر.
وقال السدي : تمزج الكأس بالزنجبيل ، وهو مما تستطيبه العرب ، فإنه [يحذو](٢) اللسان ويهضم المأكول (٣).
قال ابن عباس : كلّ ما ذكر الله في القرآن مما في الجنة وسماه ليس له مثل في الدنيا ، لكن الله سماه بالاسم الذي يعرف (٤).
وقد سبق آنفا في قوله : (كانَ مِزاجُها كافُوراً) ما له ارتباط بهذا الموضع.
قوله تعالى : (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً)" عينا" بدل من" زنجبيلا" (٥) ، إذا قلنا هو اسم لعين.
وقال الزجاج (٦) : يسقون عينا ، و" سلسبيل" : اسم للعين ، إلا أنه صرف ؛ لأنه رأس آية. وسلسبيل في اللغة : اسم لما كان في غاية السلاسة ، فكأن العين ـ والله تعالى أعلم ـ سميت بصفتها.
__________________
(١) البيت للمسيب بن علي ، انظر : الماوردي (٦ / ١٧١) ، وزاد المسير (٨ / ٤٣٧) ، والبحر (٨ / ٣٨٥) ، والدر المصون (٦ / ٤٤٦).
(٢) في الأصل : يحد. وفي ب : يحذا. والتصويب من الماوردي (٦ / ١٧٠).
وحذا اللبن اللسان والخلّ فاه يحذيه حذيا : قرصه (اللسان ، مادة : حذا).
(٣) ذكره الماوردي (٦ / ١٧٠).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٤٠٣).
(٥) انظر : التبيان (٢ / ٢٧٦) ، والدر المصون (٦ / ٤٤٠).
(٦) معاني الزجاج (٥ / ٢٦١).