وقال غيره (١) : يقال : شراب سلسل وسلسال وسلسبيل ، أي : سائغ سهل الدخول في الحلق.
وقرئ : " سلسبيل" على منع الصرف ؛ لاجتماع العلمية والتأنيث.
وقد حكي عن علي بن أبي طالب عليهالسلام : أن المعنى : سل سبيلا إليها (٢).
قال الزمخشري (٣) : وهذا غير مستقيم على ظاهره. إلا أن يراد أن جملة قول القائل : سل سبيلا ، جعلت علما للعين ، كما قيل : تأبط شرا ؛ وذرّى حبا. وسميت بذلك ؛ لأنه لا يشرب منها إلا من سأل إليها سبيلا بالعمل الصالح ، وهو مع استقامته في العربية تكلّف وابتداع ، وعزوه إلى مثل علي عليهالسلام أبدع.
قوله تعالى : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ) مفسّر في الواقعة (٤).
(إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً) قال عطاء : يريد : في بياض اللؤلؤ وحسنه. واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوما (٥).
وقيل : شبّهوا باللؤلؤ المنثور ؛ [لانتشارهم](٦) في أنواع الخدمة (٧).
وقيل : شبّهوا باللؤلؤ الرطب إذا نثر من صدفه ؛ لأنه أحسن وأكثر ماء (٨).
__________________
(١) هو قول الزمخشري في الكشاف (٤ / ٦٧٢).
(٢) ذكره الماوردي (٦ / ١٧١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤٣٨).
(٣) الكشاف (٤ / ٦٧٢ ـ ٦٧٣).
(٤) عند الآية رقم : ١٧.
(٥) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ٤٠٤) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤٣٩) بلا نسبة.
(٦) في الأصل : لانتثاره. والمثبت من ب.
(٧) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٨ / ٤٣٩).
(٨) ذكره الزمخشري في : الكشاف (٤ / ٦٧٣).