قال مكي (١) : ويكون" ثياب سندس" : مبتدأ ، والظرف الخبر. [ويجوز](٢) رفع" ثياب" ب" عال" ، إذا جعلته حالا ، أو بالاستقرار إذا جعلت" عاليا" ظرفا.
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر : " خضر" بالجر ، ورفعه الباقون (٣).
وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم : " وإستبرق" بالرفع ، وجرّه الباقون (٤).
فمن رفع" خضرا" جعله نعتا للثياب ، وحسن ذلك ؛ لأن الثياب والخضر جمعان ، ويؤيده قوله : (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً) [الكهف : ٣١].
ومن جرّ" خضرا" جعله وصفا ل" سندس" ، وضعّفه بعض النحويين ؛ لأن الخضر جمع أخضر ، والسندس واحد. وقد قيل : إن السّندس جمع سندسة.
وقيل : إنه اسم جنس ، فهو في معنى الجمع.
وقد أجاز الأخفش وصف الواحد الذي يدل على الجنس بالجمع ، فأجاز : أهلك الناس الدينار الصفر ، والدرهم البيض (٥). وهو قبيح من جهة اللفظ ، حسن من جهة المعنى.
ومن رفع" استبرق" عطفه على الثياب ، على معنى : وعاليهم ثياب استبرق ، بحذف المضاف ، فهو مثل قولهم : على زيد ثوب خزّ وكتّان ، أي : وثوب كتان.
__________________
(١) الكشف (٢ / ٣٥٥).
(٢) في الأصل : وجوز. والتصويب من ب ، والكشف ، الموضع السابق.
(٣) الحجة للفارسي (٤ / ٨٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٧٤٠) ، والكشف (٢ / ٣٥٥) ، والنشر (٢ / ٣٩٦) ، والإتحاف (ص : ٤٢٩ ـ ٤٣٠) ، والسبعة (ص : ٦٦٤ ـ ٦٦٥).
(٤) انظر : المصادر السابقة.
(٥) انظر : القرطبي (١٩ / ١٤٦).