فإرم في قوله : (بِعادٍ إِرَمَ) عطف بيان ل" عاد" ، وإيذان بأنهم [عاد](١) الأولى القديمة.
وقيل : (إِرَمَ) بلدتهم وأرضهم التي كانوا فيها. ويدل عليه قراءة ابن الزبير : " بعاد إرم" على الإضافة ، وتقديره : بعاد أهل إرم ، كما في قوله (٢) : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] ، ولم تنصرف قبيلة كانت أو أرضا للتعريف والتأنيث.
وقرأ الحسن : " بعاد [إرم" ، مفتوحتين](٣).
وقرئ : " بعاد [إرم](٤) " بسكون الراء على التخفيف ، كما قرئ : " بورقكم" [الكهف : ١٩]. هذا آخر كلامه.
فإن قلنا : أن إرم تسمية لعاد باسم جدهم ، على ما قاله ابن إسحاق وقتادة ومقاتل (٥) ، وأنه عطف بيان ، كان قوله : (ذاتِ الْعِمادِ) وصفا لهم بالطول المفرط ، ومنه قولهم : رجل معمّد وعمدان ؛ إذا كان طويلا (٦).
قال الكلبي : طول الرجل منهم أربعمائة ذراع (٧).
__________________
(١) في الأصل : عادا. والمثبت من ب ، والكشاف (٤ / ٧٥٠).
(٢) في ب : كقوله.
(٣) في الأصل : وأرم مفتوحين. والتصويب من ب ، والكشاف (٤ / ٧٥٠). وانظر : إتحاف فضلاء البشر (ص : ٤٣٨).
(٤) في الأصل : وإرم. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٥) أخرجه الطبري (٣٠ / ١٧٥ ـ ١٧٦). وذكره مقاتل في تفسيره (٣ / ٤٨١) ، والماوردي (٦ / ٢٦٨) ، والواحدي في الوسيط (٤ / ٤٨١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ١١١).
(٦) انظر : اللسان (مادة : عمد).
(٧) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤ / ٧٥١) بلا نسبة.