أرض النجاشي ، فنزلوا إلى جانب بيعة ، فأوقدوا نارا ، فلما رحلوا أطارت الريح النار ، فاضطرم الهيكل ، وانطلق الصريخ إلى النجاشي ، فأخبره فأسف عند ذلك غضبا للبيعة ، فبعث أبرهة ليهدم (١) الكعبة.
قوله تعالى : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) يعني : مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة" في تضليل" عما قصدوا له (٢) ، يريد : سعيهم ضل وبطل ، كما قال : (وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) [غافر : ٢٥].
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) قال ابن عباس ومجاهد : أبابيل : متتابعة يتبع بعضها بعضا (٣).
وقال ابن مسعود : متفرّقة من هاهنا ومن هاهنا (٤).
قال أبو عبيدة (٥) : جماعات في تفرقة.
قال الفراء (٦) وأبو عبيدة : لا واحد لها.
وحكى الزجاج (٧) : واحدها : إبّالة. قال : وبعضهم يقول : واحدها : إبّول ، مثل : عجّول وعجاجيل.
__________________
(١) في ب : لهدم.
(٢) ساقط من ب.
(٣) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٩٧). وفي تفسير مجاهد (ص : ٧٨٢) : مجتمعة متتابعة. وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٦٣١) وعزاه لابن مردويه.
(٤) ذكره الماوردي (٦ / ٣٤٢) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ٢٣٦).
(٥) مجاز القرآن (٢ / ٣١٢).
(٦) معاني الفراء (٣ / ٢٩٢).
(٧) معاني الزجاج (٥ / ٣٦٤).