وثلاثون (١) من الحبشة وثمانية من الروم كانوا على دين عيسى عليهالسلام وصدقوا محمّدا صلىاللهعليهوسلم وكان من الأنصار فيهم عدة قبل قدوم النبي صلىاللهعليهوسلم منهم اسعد بن زرارة والبراء ابن معرور ومحمد بن مسلمة ومحمود بن مسلمة وابو قيس صرمة بن انس كانوا موحدين يغتسلون من الجنابة ويقومون لما عرفوا من شرائع الحنيفة حتى جاءهم الله بالنبي صلىاللهعليهوسلم فصدقوه ونصروه. (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) لكمال خشيتهم وقصر أملهم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بادروا بالأعمال هرما ناغضا وموتا خالسا ومرضا حابسا وتسويفا مويسا ـ رواه البيهقي عن ابى امامة وقوله يؤمنون وما عطف عليه صفات اخر لامة وصفهم بخصائص متضادة لخصائص اليهود فانهم كانوا منحرفين عن الحق نائمين غافلين بالليل والنهار مشركين بالله ملحدين فى صفاته واصفين اليوم الاخر بخلاف ما هو عليه آمرون بالمنكر ناهون عن المعروف يسارعون فى الشرور (وَأُولئِكَ) الموصوفون (٢) بتلك الصفات على وجه الكمال (مِنَ الصَّالِحِينَ) (١١٤) ممن صلحت أجسادهم بصلاح قلوبهم وزكاء نفوسهم. (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) يعنى لن نضيعه ولن ننقص ثوابه سمى ذلك كفرانا كما سمى توفية الثواب شكرا وعدى الى المفعولين لتضمنه معنى الحرمان قرا حمزة والكسائي وحفص بالياء على الغيبة اخبارا عن الامة القائمة على نسق ما سبق والباقون بالتاء على نسق كنتم خير امّة وابو عمرو يرى القرائتين جميعا (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (١١٥) تبشير وتعليل لقوله تعالى فلن يكفروه فان علم الكريم بحسنات عبده علة للاثابة وفيه اشعار بان الصالح والمتقى اسماء للموصوفين بالصفات المتقدمة. (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) مر تفسيره فى أوائل السورة (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) ملازموها (هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١١٦). (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ) ما مصدرية اى مثل انفاق الكفار عداوة للنبى صلىاللهعليهوسلم او مفاخرة وبطرا كانفاق كفار قريش فى الحروب او تقربا كانفاق اليهود على علمائهم وكفار قريش للاصنام او رياء كانفاق المنافقين (فِي
__________________
(١) فى الأصل وثلثين ـ
(٢) فى الأصل الموصوفين ـ