لا يدركه فهم ولا يتطرق اليه وهم يدل عليه إبهام الجزاء يعنى يكون جزاؤه ذاته (١) تعالى فى القاموس الشكر عرفان الإحسان ونشره عن انس بن مالك ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال من كانت نيته طلب الاخرة جعل الله غناه فى قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا راغمة ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه شمله ولا يأتيه منها الا ما كتب له رواه البغوي ـ وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله والى رسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة يتزوجها فهجرته الى ما هاجر اليه متفق عليه. (وَكَأَيِّنْ) قرا ابن كثير بالمد والهمز على وزن كاعن وبتلين الهمزة ابو جعفر والباقون بهمزة مفتوحة والتشديد ومعناه كم من نبىّ قتل قرا الكوفيون وابن عامر من المفاعلة على البناء للفاعل والباقون قتل من المجرد على البناء للمفعول (مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة جموع كثيرة وقال ابن مسعود الرّبّيّون الألوف وقال للكلبى الربية الواحدة عشرة آلاف وقال الضحاك الربية الواحدة الف وقال الحسن فقهاء علماء وقيل هم الاتباع فالربانيون الولاة والربيون الرعية ـ وقيل منسوب الى الرب وهم الذين يعبدون الرب ـ واسناد قتل على قراءة اهل الحجاز والشام (٢) الى الربيون لا الى ضمير النبي ويكون معه ربيون حالا عنه لانه يستلزم حينئذ الإضمار ويكون تقدير الكلام ومعه ربيون كثير ولما قال سعيد بن جبير ما سمعنا ان نبيا قتل فى القتال وكلمة كايّن تدل على الكثرة فالمعنى كايّن من نبىّ قتل معه اى فى عسكره وفى قتاله ربيون ـ وكذا على قراءة الباقين اسناد القاتلة الى ربيون بالمطابقة ويفهم منه قتال النبي استلزاما (فَما وَهَنُوا) اى ما وهن من بقي منهم بعد القتل وما جبنوا (لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) من الجروح والشدائد وقتل الاصحاب (وَما ضَعُفُوا) عن الجهاد (وَمَا اسْتَكانُوا) يعنى ما استسلموا وما خضعوا لعدوهم وما ذلوا وما تضرعوا ولكن صبروا على امر ربهم وطاعة نبيهم وجهاد عدوهم واصل استكن من السكون فان الخاضع الذليل يسكن لصاحبه فيفعل به ما يريد وهذا
__________________
(١) هر كس كه ترا شناخت جان را چه كند |
|
فرزند وعيال خان ومان را چه كند |
ديوانه كنى هر دو جهانش بخشى |
|
ديوانه تو هر دو جهان را چه كند |
منه رحمهالله
(٢) هو سباق قلم والصحيح اهل البصرة ـ ابو محمد عفا عنه