انّ الأمر كلّه لله (لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) كما وعد محمد صلىاللهعليهوسلم او زعم انّ الأمر كلّه لله ولاوليائه ـ أولو كان لنا اختيار وتدبير لم نبرح المدينة كما كان يقول ابن أبيّ وغيره (ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ) فى اللوح المحفوظ وقدّر الله عليهم القتل (إِلى مَضاجِعِهِمْ) اى يخرجون الى مصارعهم ولم ينفعهم الاقامة بالمدينة بل لا يستطيعون الاقامة (وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ) اى ليمتحن ما فى صدوركم ويظهر سرائرها من الإخلاص والنفاق معطوف على محذوف متعلق بقوله برز تقديره لبرزوا الى مضاجعهم لنفاذ القضاء ولمصالح كثيرة وللابتلاء ـ او متعلق بفعل محذوف والجملة معطوفة على جملة سابقة يعنى ثمّ انزل عليكم تقديره وفعل ذلك ليبتلى او معطوف على قوله كيلا تحزنوا (وَلِيُمَحِّصَ) اى ليكشف ويميز (ما فِي قُلُوبِكُمْ) او المعنى يخلص ما فى قلوبكم ايها المؤمنون من الوساوس (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (١٥٢) قبل إظهارها وغنى عن الابتلاء وانما فعل ذلك لتمرين المؤمنين واظهار حال المنافقين واقامة الحجة عليهم ـ. (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ) اى انهزموا منكم يا معشر المسلمين (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) جمع المسلمين وجمع المشركين يوم أحد وقد انهزم أكثرهم ولم يبق مع النبي صلىاللهعليهوسلم الا ثلاثة عشر كما ذكرنا ولا مع عبد الله بن جبير الا عشرة (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ) اى طلب زلتهم او حملهم على الزلة يعنى المعصية بإلقاء الوسوسة فى قلوبهم قيل ازل واستزل بمعنى واحد (بِبَعْضِ ما كَسَبُوا) اى بشوم ذنوبهم قال بعضهم بتركهم المركز وقال الحسن ما كسبوا هو قبولهم وسوسة الشيطان (وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ) هذا هو الذي قال ابن عمر لمّا وقع بعض اهل المصر فى عثمان رضى الله عنه وذكر فراره يوم أحد وغيبته عن بدر وعن بيعة الرضوان فقال اما فراره يوم أحد فاشهد ان الله عفا عنه واما تغيبه عن بدر فانه كانت تحته رقية بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكانت مريضة فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ان لك اجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه واما تغييه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه فبعثه الى مكة وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان الى مكة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده اليمنى هذا يد عثمان فضرب بها على يده وقال هذه لعثمان ثم قال ابن عمر اذهب بها الان معك رواه البخاري فلا يجوز لاحد الطعن