على الغيبة على انه وعيد للذين كفروا. (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ) فى سبيله ـ قرا نافع وحمزة والكسائي بكسر الميم متّم متّ متنا حيث وقع من مات يمات على وزن خاف يخاف وابن كثير وابو عمرو ابن عامر وابو بكر بالضم حيث وقع من مات يموت على وزن قال يقول وحفص بالضم فى هذين الحرفين خاصة وفى الباقي بالكسر (لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (١٥٧) قرا حفص بالياء على الغيبة ـ والباقون بالتاء على الخطاب جواب للقسم سار مسد الجزاء للشرط يعنى ان السفر والجهاد لا تأثير له فى الموت ولا لضده فى الحيوة فان الله هو يحيى ويميت ولئن كان له نوع تأثير فى الموت على سبيل جرى العادة فما يترتب على ذلك الموت من مغفرة من الله ورحمته خير مما يجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم يموتوا فليطلب ذلك الخير ولا يجوز التحسر على ما فات من الدنيا. (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ) على اى وجه كان (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) (١٥٨) لا الى غيره فعليكم بذل الجهد فى تحصيل الانس به تعالى والمحبة حتى يكون حشركم الى المحبوب وخلاصا عن سجن الفراق ـ. (فَبِما رَحْمَةٍ) تقديم الجار والمجرور للحصر وما مزيدة للتأكيد ومزيد الدلالة على الحصر كائنة (مِنَ اللهِ) عليك وعلى أمتك (لِنْتَ لَهُمْ) اى للمؤمنين ورفقت بهم واغتممت لاجلهم بعد ما خالفوك بتوفيق الله تعالى وحسن الهامه ثم بين وجه كون ذلك اللين رحمة بقوله (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا) سىء الخلق جافيا (غَلِيظَ الْقَلْبِ) قاسية (لَانْفَضُّوا) تفرقوا (مِنْ حَوْلِكَ) ولم يسكنوا إليك وحينئذ يتخلعوا عن ربقة الإسلام واستحقاق الجنة ويقل أجرك بقلة اتباعك (فَاعْفُ عَنْهُمْ) فيما كان حقك (وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) فى حقوق الله تعالى (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) امر الحرب وغيره مما يتعلق بالمشاورة (١) وليس فيه عندك علم من الله تعالى استظهارا برأيهم وتطيبا لنفوسهم وتمهيد السنة المشاورة للامة ـ روى البغوي بسنده عن عائشة قالت ما رايت رجلا اكثر استشارا (٢) للرجال من رسول الله صلىاللهعليهوسلم (فَإِذا عَزَمْتَ) على شىء بعد المشاورة (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) اى فوض أمرك اليه واعتمد عليه وكان هذا شأنه عليه الصلاة والسلام ولذا قال بعد ما خرج للقتال يوم أحد لا ينبغى لنبى ان يلبس لامته فيضعها حتى يقاتل يعنى بعد المشاورة اعتمد على الله تعالى لا على رأيك وآراء المتشاورين (٣) لان بناء
__________________
(١) روى عن ابن عباس وشاورهم فى الأمر أبا بكر وعمرو فى رواية عن ابن عباس قال نزلت هذه الاية فى ابى بكر وعمر فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لو اجتمعتما فى مشورة ما خالفتكما ـ وعن ابن عمر كتب ابو بكر الى عمر ان رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يشاور فى الحرب فعليك به ـ وعن الضحاك قال كان عمر بن الخطاب يشاور حتى المرأة ـ منه رحمهالله
(٢) فى الأصل استشارة ـ
(٣) فى الأصل مستشارين ـ