فى مخالفتى وتكذيبى (وَأَطِيعُونِ) (٥٠) فيما أمركم به من توحيد الله وطاعته. (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) تفصيل لما أجمل من قوله فاتّقوا الله وأطيعون فان فى قوله انّ الله ربّى وربّكم اشارة الى استكمال القوة النظرية بالاعتقاد الحق الذي غايته التوحيد أقرّ اولا فى هذه الجملة بالعبودية على نفسه سدّا لباب الفتنة التي يأتى من قومه من قولهم ابن الله وثالث ثلاثة وفى قوله فاعبدوه اشارة الى استكمال القوة العملية بإتيان المأمورات والانتهاء عن المناهي ثم أكد الجملتين بقوله (هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٥١) يعنى الجمع بين الامرين هو الطريق المشهود له بالخير وهو المعنى من قوله صلىاللهعليهوسلم قل امنت بالله ثم استقم فى جواب من قال مر لى فى الإسلام لا اسئل منه بعدك رواه اصحاب السنن واحمد والبخاري فى التاريخ ـ. (فَلَمَّا) ظرف زمان فيه معنى الشرط جوابه قال من انصارى (أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ) اى من بنى إسرائيل (الْكُفْرَ) يعنى سمع منهم تكذيبه والقول بمثل عزير ابن الله وابصر منهم ما يدل على الكفر وفى الكلام حذف اختصار يدل على المحذوف ما مر من البشارة تقديره فولدت مريم عيسى وكلم عيسى قومه فى المهد وبلغ الكمال حتى صار نبيا عالما بالتورية والإنجيل ودعا الناس الى الهدى والتي بالمعجزات المذكوران وأنكره بنو إسرائيل وكذبوه وأتوا بما يدل على الكفر فلما أحس عيسى منهم ذلك (قالَ مَنْ أَنْصارِي) فتح الياء نافع وابو جعفر ـ ابو محمد وأسكنها الباقون (إِلَى اللهِ) الى هاهنا بمعنى مع كما فى قوله تعالى (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) او بمعنى فى او بمعنى اللام يعنى من انصارى مع الله او فى الله يعنى فى سبيل الله او لله ـ او هو بمعناه ويعتبر فى النصرة معنى الاضافة يعنى من الذين يضيفون أنفسهم الى الله فى نصرى فعلى هذه الوجوه الجار والمجرور ظرف لغو ـ وجاز ان يكون ظرفا مستقرا على انه حال من الياء اى من انصارى ملتجيا الى الله او ذاهبا الى ما امر به اوضا ما اليه (قالَ الْحَوارِيُّونَ) حوارى الرجل خالصته من الحور بمعنى البياض الخالص قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين ندب الناس يوم الخندق ثلاثا فانتدب كل مرة زبير بن العوام فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ان لكل نبى حواريّا وحوار بي الزبير متفق عليه