(أَقْرَرْنا قالَ) الله للرسل (فَاشْهَدُوا) على أنفسكم وعلى اتباعكم بالإقرار يوم القيامة (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٨١) عليكم وعليهم وقال سعيد بن المسيب قال الله تعالى لملائكته فاشهدوا عليهم كناية عن غير مذكور. (فَمَنْ تَوَلَّى) من اتباع الرسل (بَعْدَ ذلِكَ) الإقرار وهم اليهود والنصارى (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٨٤) الخارجون من الايمان الى الكفر هذا صريح فى ان الميثاق كان على النبيين والأمم أجمعين واكتفى بذكر المتبوعين عن الاتباع ـ. (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) معطوف على فاولئك هم الفاسقون والهمزة توسطت للانكار او على محذوف تقديره أيفسقون فغير دين الله يبغون ـ او تقديره أيتولون فغير دين الله يبغون وتقديم المفعول للتخصيص والإنكار للمخصص تقديره أتخصصون غير دين الله بالطلب وفيه اشارة الى ان طلب دين الله لا يجامع طلب غير دينه ـ قرا ابو عمرو ويعقوب وحفص عن عاصم يبغون بالياء على الغيبة نظرا الى قوله فاولئك هم الفاسقون والجمهور بالتاء على الخطاب نظرا الى قوله اتيتكم وقيل تقديره قل لهم أفغير دين الله تبغون قال البغوي ادعى كل من اليهود والنصارى انه على دين ابراهيم واختصموا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال عليهالسلام كلا الفريقين برىء من دين ابراهيم فغضبوا وقالوا لا نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك فانزل الله تعالى أفغير دين الله يبغون (وَلَهُ) اى لله (أَسْلَمَ) اى خضع (١) وانقاد ـ والجملة حال من الله الواقع فى حيز المفعول (مَنْ فِي السَّماواتِ) اى الملائكة (وَالْأَرْضِ) اى الجن والانس (طَوْعاً) اى طائعين باختيارهم وهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين انقادوا باختيارهم فيما أمروا به من الأوامر التكليفية والافعال الاختيارية ورضوا بقضاء الله سبحانه وأحبوا ما اجرى عليهم محبوبهم من الأوامر التكوينية (وَكَرْهاً) اى كارهين (٢) بالسيف او معاينة
__________________
(١) اخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم فى قوله تعالى له اسلم من فى السّموت والأرض طوعا قال اما من فى السموات فالملائكة واما من فى الأرض فمن ولد على الإسلام واما كرها فمن اتى به من سبايا الأمم فى السلاسل والاغلال يقادون الى الجنة وهم كارهون ـ منه رحمهالله
(٢) قيل هذا يوم الميثاق حين قال الست بربّكم قالوا بلى فقاله بعضهم طوعا وبعضهم كرها وقال قتادة المؤمن اسلم طوعا فنفعه والكافر اسلم كرها فى وقت اليأس فلم ينفعه ـ وقال الشعبي هو استعاذتهم بالله عن اضطرارهم قال الله تعالى فاذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ـ منه رح