البغوي نزلت هذه الاية وما بعدها فى اثنى عشر رجلا ارتدوا عن الإسلام وخرجوا من المدينة وأتوا مكة كفارا منهم الحارث بن سويد الأنصاري. (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ) الى الجنة والثواب استفهام للانكار يعنى لا يهدى الله واستبعاد لهم عن الهداية (قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ) كما فعل هؤلاء الرجال اثنى عشر (وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌ) عطف على ما فى ايمانهم من معنى الفعل يعنى بعد ان أمنوا وشهدوا ـ ولك ان تجعل الفعل بمعنى المصدر كما فى قوله تسمع بالمعيدي خير من ان تراه يعنى بعد ايمانهم وشهادتهم وان تقدر زمانا مضافا الى الفعل يعنى بعد ايمانهم وزمان شهدوا ـ وجاز ان يكون معطوفا على كفروا لان العطف بالواو لا يقتضى الترتيب ـ وجاز ان يكون الجملة حالا بإضمار قد ـ وفيه دليل على ان الإقرار باللسان خارج عن حقيقة الايمان (وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) اى الدلائل الواضحة كالقران وسائر المعجزات (وَاللهُ لا يَهْدِي) طريق الجنة (الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٨٦) اى الكافرين. (أُولئِكَ) مبتدا (جَزاؤُهُمْ) بدل اشتمال من المبتدا او مبتدا ثان وما بعده خبره والمجموع خبر المبتدا (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ) اى غضبه المستلزم لبعده من رحمته (وَالْمَلائِكَةِ) اى الدعاء منهم بالبعد من الرحمة (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (٨٧) المراد به المؤمنون منهم او المراد مؤمنهم وكافرهم أجمعين فان الكفار ايضا يلعنون منكرى الحق وان كانوا لا يعرفون الحق بعينه او هم يلعن بعضهم بعضا يوم القيامة قال الله تعالى يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. (خالِدِينَ فِيها) اى فى اللعنة او فى النار وان لم يجر ذكرها لدلالة الكلام عليها حال من الضمير فى عليهم (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٨٨) اى يمهلون. (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) الارتداد (وَأَصْلَحُوا) عطف تفسيرى على تابوا اى صاروا صالحين اى مسلمين او أصلحوا ايمانهم وأنفسهم إذ أصلحوا ما أفسدوا فى الأرض (فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ) يقبل توبتهم ويغفر ما فرطوا فى حقوق الله تعالى (رَحِيمٌ) (٨٩) بهم يدخلهم الجنة ـ روى النسائي وابن حيان والحاكم عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار اسلم ثم ارتد ثم ندم فارسل الى قومه ان أرسلوا الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم هل لى توبة