وأمّا نكارة الحديث ، ففي أي فقرة منه؟! أفي حديث الشجرة؟! أو في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لو أن عبدا ... »؟! أو في تلاوة آية المودّة في هذا الموضع؟!
أمّا حديث الشجرة ، فقد رواه من أئمّة الحديث كثيرون (٥) ، وإليه أشار أمير المؤمنين (١) ولم يقل أحد بنكارته.
وأمّا تلاوة الآية هنا ، فقد عرفت أنّها نازلة في عليّ وفاطمة وابنيهما.
بقي قوله : « ولو أنّ عبداً ... » وأظنّه يريد هذا ، وهو كلام جليل ، ومعناه دقيق ، وخلاصة بيانه أنّ الحبّ هو وسيلة الاتّباع والقرب ، والعمل بلا درك حبّ النبيّ وآله صلىاللهعليهوآلهوسلم غير مقرّب إلى الله سبحانه وتعالى ، وكلّ عمل عبادي لا تقرّب فيه إليه فهو باطل ، وصاحبه من أهل النار وبئس القرار.
هذا إذا أخذنا الكلام على ظاهره.
وأمّا إذا كان كنايةً عن البغض ، فالأمر أوضح ، لأنّ بغض النبيّ وأهل بيته مبعّد عن الله عزّ وجلّ ، ولا ينفع معه عمل ...
اللهمّ اجعلنا من المحبين للنبيّ وآله ، ومن المتقرّبين بهم إليك.
__________________
(١) راجع الجزء الخامس من كتابنا.
(٢) نهج البلاغة : ١٦٢.