أقربيه ما لا يخاف على الأجانب ، فأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يدعو قرابته وأن يدعو أولئك قرابتهم.
والناس عند المقابلة تقول كلّ طائفة للُاخرى : ارهنوا عندنا أبناءكم ونساءكم ، فلو رهنت إحدى الطائفتين أجنبيّاً لم يرضَ أولئك ، كما أنّه لو دعا النبي صلّى الله عليه وسلّم الأجانب لم يرض أولئك المقابلون له ، ولا يلزم أن يكون أهل الرجل أفضل عند الله إذا قابل بهم لمن يقابله بأهله.
فقد تبيّن أنّ الآية لا دلالة فيها أصلاً على مطلوب الرافضيّ.
لكنّه ـ وأمثاله ممن في قلبه زيغ ـ كالنصارى الّذين يتعلقون بالألفاظ المجملة ويدعون النصوص الصريحة ، ثمّ قدحه في خيار الأُمّة بزعمه الكاذب ، حيث زعم أنّ المراد بالأنفس المساوون ، وهو خلاف المستعمل في لغة العرب.
وممّا يبيّن ذلك أنّ قوله : ( نِساءَنا ) يختصّ بفاطمة ، بل من دعاه من بناته كانت بمنزلتها في ذلك ، لكن لم يكن عنده إذ ذاك إلاّفاطمة ، فإنّ رقيّة وام كلثوم وزينب كنّ قد توفّين قبل ذلك.
فكذلك ( أَنْفُسَنا ) ليس مختصّاً بعليّ ، بل هذه صيغة جمع ، كما أنّ ( نِساءَنا ) صيغة جمع ، وكذلك ( أَبْناءَنا ) صيغة جمع ، وإنّما دعا حسناً وحسيناً لأنّه لم يكن ممّن ينسب إليه بالبنوّة سواهما ، فإنّ إبراهيم إن كان موجوداً إذ ذاك فهو طفل لا يُدعى ، فإنّ إبراهيم هو ابن مارية القبطيّة التي أهداها له المقوقس صاحب مصر ، وأهدى له البغلة ومارية وسيرين ، فأعطى سيرين لحسّان بن ثابت ، وتسرّى مارية فولدت له إبراهيم ، وعاش بضعة عشر شهراً ومات ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إنّ له مرضعاً في الجنّة تتم