الثالث : إنّ قول البعض ـ في ردّ رواية الثعلبي ـ بأنّ « الثعلبي حاطب ليل » جاء تقليداً لابن تيميّة ، فإنّه الذي رماه بذلك في كتاب منهاج السنة ، وقد قدّمنا سابقاً مصادر ترجمة الثعلبي والثناء عليه ، من أوثق كتب القوم.
وإنّ كلامه حول سند رواية الطبري يشتمل على تعصّب وجهلٍ كثير ، وفيما يلي توضيح ذلك :
١ ـ لقد اقتصر في « عطاء بن السائب » على كلام أبي حاتم ، ومع ذلك ففيه التصريح بكونه صدوقاً ، وكذلك نصّ غير واحدٍ من الأئمّة على صدقه وثقته ، حتّى قال أحمد : « ثقة ثقة ، رجل صالح » نعم ذكروا أنّه اختلط في آخر عمره ، ويكفي أنّه قد أخرج له البخاري والباقون سوى مسلم (١).
٢ ـ جاء في تفسير الطبري : « حدّثنا معاذ بن مسلم ، حدّثنا الهروي ، عن عطاء بن السائب » وهذا غلط من النسخة ، بل الصحيح هو : حدّثنا معاذ بن مسلم الهراء ، وهو يروي عن عطاء بلا واسطة ، كما لا يخفى على من راجع أسانيد الحديث في الفصل الأوّل.
٣ ـ ومعاذ بن مسلم ، قال الذهبي في ( الميزان ) : « معاذ بن مسلم ، عن شرحبيل بن السمط. مجهول. وله عن عطاء بن السائب خبر باطل سقناه في الحسن بن الحسين » (٢).
قلت :
قد ذكرناه في الفصل الثالث ، ولا يخفى أنّ كلام الذهبي في الموضعين ممّا يشهد بروايته عن عطاء بلا واسطة.
__________________
(١) لاحظ الكلمات في حقه في : تهذيب الكمال ٢٠ / ٨٦.
(٢) ميزان الاعتدال ٦ / ١٣٢.