على من يلقى ، وأن يترك المراء وإن كان محقّاً ، ولا يحبَّ أن يحمد على التقوى .
بيان : قوله عليهالسلام : بالمجلس دون المجلس أي بمجلس دون مجلس آخر أي بأيّ مجلس كان ، أو دون المجلس الّذي ينبغي في العرف أن يجلس فيه أي أدون منه ، أو أدون من مجلس غيره .
٢١ ـ سن : أبي ، عن القاسم بن محمّد ، عن البطائنيّ ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا تخاصموا الناس فإنّ الناس لو استطاعوا أن يحبّونا لأحبّونا إنّ الله أخذ ميثاق الناس فلا يزيد فيهم أحد أبداً ولا ينقص منهم أحد أبداً . (١)
بيان : سيأتي الكلام في تحقيق هذه الأخبار في كتاب العدل والمعاد .
٢٢ ـ ير : محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء .
٢٣ ـ ير : أحمد بن محمّد ، عن ابن معروف ، عن عبد الله بن يحيى ، عن ابن اُذينة ، عن الحضرميّ قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لا ينقاد . أما والله لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف إثنان . (٢)
بيان : يقولون أي يقول المتكلّمون لما أسّسوه بعقولهم الناقصة . هذا ينقاد أي يستقيم على اُصولنا وهذا لا ينقاد أي لا يجرى على الاُصول الكلاميّة ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما يقوله أهل المناظرة في مجادلاتهم : سلّمنا هذا ولكن لا نسلّم ذلك ، والأوّل أظهر . قوله عليهالسلام : لو علموا كيف كان بدؤ الخلق لعلّ المراد أنّ مناظراتهم في حقائق الأشياء و كيفيّاتها وكيفيّة صدورها عن الله تعالى إنّما هو لجهلهم بأصل الخلق وإنّما يقولون بعقولهم ويثبتون باُصولهم مقدّمات فاسدة ويبنون عليها تلك الاُمور الّتي يرجع جلُّ علم الكلام إليها فلو كانوا عالمين بكيفيّة الخلق وأصله لما اختلفوا ، ويحتمل أن يكون المراد العلم بكيفيّة خلق أفراد البشر واختلاف أفهامهم واستعداداتهم فلو علموا ذلك لم
________________________
(١) يأتي الخبر بهذا الاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام تحت الرقم ٢٨ .
(٢) يأتي الحديث بطريق آخر تحت الرقم ٣٤ .