المعارف ، وكنت اُوافقه في كلّ ما يتكلّم فيه ، وأفهم مراده . قوله عليهالسلام : تأويلها وتفسيرها أي بطنها وظهرها .
١٤ ـ ع ، ن : حدّثنا عليُّ بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، ومحمّد ابن موسى البرقيّ ، ومحمّد بن عليّ ماجيلويه ، ومحمّد بن عليّ بن هشام ، وعليّ بن عيسى المجاور رضي الله عنهم قالوا : حدَّثنا عليُّ بن محمّد ماجيلويه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ ، قال : حدَّثنا عليُّ بن أسباط ، قال : قلت للرضا عليهالسلام : يحدث الأمر لا أجد بدًّا من معرفته ، وليس في البلد الّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك ، قال : فقال عليهالسلام : إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإنَّ الحقَّ فيه .
بيان : لعلّه محمول على ما إذا كان عنده خبران لا يدري بأيّهما يأخذ ، وإن كان بعيداً .
١٥ ـ ن : أبي ، وابن الوليد ، عن سعد ، عن
المسمعيّ ، عن الميثميّ أنّه سأل الرضا عليهالسلام يوماً ـ وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه
وقد كانوا تنازعوا في الحديثين المختلفين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الشيء الواحد ـ فقال عليهالسلام : إنَّ الله عزّ وجلّ حرَّم حراماً ، و أحلَّ حلالاً ، وفرض فرائض ، فما جاء في تحليل ما حرّم الله ، أو تحريم ما أحلّ الله
، أو دفع فريضة في كتاب الله رسمها بيّنٌ قائم بلا ناسخ نسخ ذلك فذلك ما لا يسمع الأخذ به لأنّ
رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يكن ليحرِّم ما أحلَّ الله ، ولا ليحلّل
ما حرّم الله عزّ وجلّ ، ولا ليغيّر فرائض الله وأحكامه كان في ذلك كلّه متّبعاً مسلّماً مؤدّياً عن الله عزّ وجلّ ، وذلك
قول الله عزّ وجلّ : إن أتّبع إلّا ما يوحى إليَّ . فكان صلىاللهعليهوآله متّبعاً لله مؤدّياً عن الله ما أمره
به من تبليغ الرسالة . قلت : فإنّه يرد عنكم الحديث في الشيء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ممّا ليس في الكتاب وهو في السنّة ثمّ يرد خلافه ، فقال : وكذلك قد نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نهي الله تعالى ، وأمر بأشياء فصار ذلك الأمر
واجباً لازماً كعدل فرائض الله تعالى ، ووافق في ذلك أمره أمر الله عزّ وجلّ ، فما
جاء في النهي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله نهي حرام ثمَّ جاء خلافه لم يسع
استعمال ذلك ، وكذلك فيما أمر به ، لأنّا لا نرخِّص فيما لم يرخِّص فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا نأمر بخلاف ما أمر