قال : ثم أقبل على أهل مجلسه فقال : إن هذا كان يفخر عليَّ ويقول أبي خير من أب يزيد ، وامي خير من امه ، وجدي خير من جده ، وأنا خير منه فهذا الذي قتله فأما قوله بأن أبي خير من أب يزيد فلقد حاج أبي أباه فقضى الله لأبي على أبيه ، وأما قوله بأن امي خير من ام يزيد فلعمري لقد صدق إن فاطمة بنت رسول الله خير من امي ، وأما قوله : جدي خير من جده فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول بأنه خير من محمد ، وأما قوله بأنه خير مني فلعله لم يقرء هذه الآية : قل اللهم مالك الملك الآية .
وردت زينب بنت علي عليه وعليها السلام عليه قوله بمثل ما ذكره الصادق عليهالسلام في الرواية السابقة على ما رواه السيد بن طاووس وغيره فقالت فيما خاطبته : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والامور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا ، مهلاً مهلاً ، أنسيت قول الله : ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين الخطبة .
وفي المجمع في قوله تعالى : وتخرج الحي من الميت الآية ، قيل معناه : وتخرج المؤمن من الكافر وتخرج الكافر من المؤمن ، قال : وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام .
أقول : وروى قريباً منه الصدوق عن العسكري عليهالسلام .
وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه من طريق أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أو عن سلمان عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، قال : المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن .
وفيه أيضاً بالطريق السابق عن سلمان الفارسي
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: لما خلق الله آدم عليهالسلام
أخرج ذريته فقبض قبضة بيمينه فقال : هؤلاء أهل الجنة ولا ابالي ، وقبض بالاخرى قبضة فجاء فيها كل رديء فقال : هؤلاء أهل النار ولا ابالي