والأنبياء من بني إسرائيل وإسماعيل والطاهرون من ذريته ، وسيدهم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والملحقون بهم في مقامات الولاية إلا أن ذكر آل عمران مع آل إبراهيم يدل على أنه لم يستعمل على تلك السعة فإن عمران هذا إما هو أبو مريم أو أبو موسى عليهالسلام ، وعلى أي تقدير هو من ذرية إبراهيم وكذا آله وقد أُخرجوا من آل إبراهيم فالمراد بآل إبراهيم بعض ذريته الطاهرين لا جميعهم .
وقد قال الله تعالى فيما قال : « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا » النساء ـ ٥٤ ؛ والآية في مقام الإنكار على بني إسرائيل وذمهم كما يتضح بالرجوع الى سياقها وما يحتف بها من الآيات ، ومن ذلك يظهر أن المراد من آل ابراهيم فيها غير بني إسرائيل أعني غير إسحق ويعقوب وذرية يعقوب وهم ( أي ذرية يعقوب ) بنو إسرائيل فلم يبق لآل ابراهيم إلا الطاهرون من ذريته من طريق إسماعيل ، وفيهم النبي وآله .
على أنا سنبين إنشاء الله أن المراد بالناس في الآية هو رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه داخل في آل ابراهيم بدلالة الآية .
على أنه يشعر به قوله تعالى في ذيل هذه الآيات : « إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا الآية » آل عمران ـ ٦٨ ، وقوله تعالى : « وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ـ الى أن قال ـ : رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ الآيات » البقرة ـ ١٢٩ .
فالمراد بآل إبراهيم الطاهرون من ذريته من طريق إسمعيل ؛ والآية ليست في مقام الحصر فلا تنافي بين عدم تعرضها لاصطفاء نفس إبراهيم واصطفاء موسى وسائر الأنبياء الطاهرين من ذريته من طريق إسحق وبين ما تثبتها آيات كثيرة من مناقبهم وسمو شأنهم وعلو مقامهم ، وهي آيات متكثرة جداً لا حاجة إلى إيرادها ، فإن إثبات الشيء لا يستلزم نفي ما عداه .
وكذا لا ينافي مثل ما ورد في بني إسرائيل
من قوله تعالى : « وَلَقَدْ
آتَيْنَا بَنِي