عليهالسلام : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا » الأعراف ـ ١٣٧ ، وفيه أن ذلك وإن كان ربما ساعده كتب العهدين لكن القرآن الكريم خال عن ذلك بل القرآن يعد عيسى بن مريم مبشراً لا مبشراً به ، على أن سياق قوله : اسمه المسيح لا يناسبه فإن الكلمة على هذا ظهور عيسى المخبر به قبلاً لا نفس عيسى ، وظاهر قوله : اسمه المسيح ، أن المسيح اسم الكلمة لا اسم من تقدمت في حقه الكلمة .
وربما قيل : إن المراد به عيسى عليهالسلام لإيضاحه مراده تعالى بالتوراة ، وبيانه تحريفات اليهود وما اختلفوا فيه من امور الدين كما حكى الله تعالى عنه ذلك فيما يخاطب به بني إسرائيل : « وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ » الزخرف ـ ٦٣ ، وفيه أنه نكتة تصحح هذا التعبير لكنها خالية عما يساعدها من القرائن .
وربما قيل : إن المراد بكلمة منه البشارة نفسها ، وهي الإخبار بحملها بعيسى وولادته فمعنى قوله : يبشرك بكلمة منه : يبشرك ببشارة هي أنك ستلدين عيسى من غير مس بشر ، وفيه أن سياق الذيل أعني قوله : اسمه المسيح ، لا يلائمه وهو ظاهر .
وربما قيل : إن المراد به عيسى عليهالسلام من جهة كونه كلمة الإيجاد أعني قوله : كن وإنما اختص عيسى عليهالسلام بذلك مع كون كل إنسان بل كل شيء موجوداً بكلمة كن التكوينية لأن سائر الأفراد من الإنسان يجري ولادتهم على مجرى الأسباب العادية المألوفة في العلوق من ورود ماء الرجل على نطفة الإناث ، وعمل العوامل المقارنة في ذلك ، ولذلك يسند العلوق اليه كما يسند سائر المسببات الى أسبابها ، ولما لم يجر علوق عيسى هذا المجرى وفقد بعض الأسباب العادية التدريجية كان وجوده بمجرد كلمة التكوين من غير تخلل الأسباب العادية فكان نفس الكلمة كما يؤيده قوله تعالى : « وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ » النساء ـ ١٧١ ، وقوله تعالى في آخر هذه الآيات : « إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الآية » ، وهذا أحسن الوجوه .
والمسيح هو الممسوح سمي به عيسى عليهالسلام لأنه كان مسيحاً باليمن
والبركة أو لأنه مسح بالتطهير من الذنوب ، أو مسح بدهن زيت بورك فيه وكانت الأنبياء يمسحون