وفيه أخرج ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أربع نسوة سادات عالمهن : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأفضلهن عالماً فاطمة .
وفيه أخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ابنه خويلد .
وفي الخصال بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال : خط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اربع خطوط ثم قال : خير نساء الجنة مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون .
وفيه أيضاً بإسناده عن أبي الحسن الأول عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله عز وجل اختار من النساء أربعاً : مريم وآسية وخديجة وفاطمة ؛ الخبر .
أقول : والروايات فيما يقرب من هذا المضمون من طرق الفريقين كثيرة ، وكون هؤلاء سيدات النساء لا ينافي وجود التفاضل بينهن أنفسهن كما يظهر من الخبر السادس المنقول من الدر المنثور وأخبار اخرى ؛ وقد مر نظير هذا البحث في تفسير قوله تعالى : « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا الآية » آل عمران ـ ٣٣ .
ومما ينبغي أن يتنبه له أن الواقع في الآية هو الاصطفاء ؛ وقد مر أنه الاختيار ، والذي وقع في الأخبار هو السيادة ؛ وبينهما فرق بحسب المعنى فالثاني من مراتب كمال الأول .
وفي تفسير العياشي في قوله تعالى : إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ، عن الباقر عليهالسلام : يقرعون بها حين ايتمت من أبيها .
وفي تفسير القمي : وإذ قالت الملائكة يا
مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علی نساء العالمين ، قال : اصطفاها مرتين : أما الاولى فاصطفاها أي اختارها
، وأما الثانية فانها حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين ـ إلى أن قال القمي
ـ ثم قال لنبيه : ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك يا محمد وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم