افتتح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته فنزل فيمن مات منهم كافراً ، إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار الآية ، نسبها إلى بعضهم .
وقيل إنها نزلت في أهل الكتاب ، وقيل : إن قوله تعالى : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً الآية نزلت في اليهود خاصة حيث آمنوا ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلی الله عليه وآله وعليهما ، وقيل غير ذلك .
والتأمل في هذه الأقوال والروايات يعطي أن جميعها من الأنظار الاجتهادية من سلف المفسرين كما تنبه له بعضهم .
وأما الرواية عن الصادق عليهالسلام فمرسلة ضعيفة ، على أن من الممكن أن يتعدد أسباب النزول في آية أو آيات ، والله أعلم .
* * *
لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ـ ٩٢ . كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ـ ٩٣ . فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ـ ٩٤ . قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ـ ٩٥ .
( بيان )
ارتباط الآية الاولى بما قبلها غير واضح ، ومن الممكن أن لا تكون نازلة في ضمن بقية الآيات التي لا غبار على ارتباط بعضها ببعض ، وقد عرفت نظير هذا الاشكال في قوله تعالى : « قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا الآية » آل عمران ـ ٦٤ ، من حيث تاريخ النزول .