السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا » النساء ـ ١٨ ، فإن المراد بحضور الموت ظهور آثار الآخرة وانقطاع الدنيا ؛ وتفوت عند ذلك التوبة .
والملء في قوله : ملء الأرض ذهباً مقدار ما يسعه الإناء من شيء ، فاعتبر الأرض إناء يملأه الذهب فالجملة من قبيل الاستعارة التخييلية والاستعارة بالكناية .
( بحث روائي )
في المجمع في قوله تعالى : كيف يهدي الله قوماً الآية : قيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له حارث بن سويد بن الصامت ، وكان قتل المجدر بن زياد البلوي غدراً ، وهرب وارتد عن الإسلام ، ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هل لي من توبة ؟ فسألوا فنزلت الآية ـ إلى قوله ـ : إلا الذين تابوا ، فحملها اليه رجل من قومه فقال : إني لأعلم أنك لصدوق ، ورسول الله أصدق منك ، وان الله أصدق الثلاثة ، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه ، عن مجاهد والسدي وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام .
وفي الدر المنثور أخرج ابن إسحق وابن المنذر عن ابن عباس : أن الحارث بن سويد قتل المجدر بن زياد وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة يوم احد ثم لحق بقريش فكان بمكة ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه فأنزل الله فيه : كيف يهدي الله قوماً إلى آخر القصة .
اقول : وروى القصة بطرق اخرى وفيها اختلافات ، ومن جملتها ما رواه عن عكرمة : أنها نزلت في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلاً رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش ، ثم كتبوا إلى أهلهم هل لنا من توبة ؟ فنزلت إلا الذين تابوا من بعد ذلك الآيات .
ومنها ما في المجمع في قوله تعالى : إن
الذين كفروا بعد ايمانهم ثم أزدادوا الآية ، أنها نزلت في أحد عشر من أصحاب الحارث بن سويد لما رجع الحارث قالوا نقيم بمكة على الكفر ما بدا لنا فمتى ما أردنا الرجعة رجعنا فينزل فينا ما نزل في الحارث فلما