لفظ سكرا ـ بعدم جواز شرب المسكر ، فإنها جعلت المسكر مقابلا للرزق الحسن. ومعنى هذا : أن المسكر ليس من الرزق الحسن ، فلا يكون مباحا. وتدل على ما ذكرناه الروايات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام فإنها دلت على أن الخمر لم تزل محرمة.
روى الشيخ الصدوق بإسناده عن محمد بن مسلم ، قال :
« سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الخمر ، فقال : قال رسول الله (ص) : إن أول ما نهاني عنه ربي عز وجل عبادة الاوثان وشرب الخمر .. ».
وروى عن الريان عن الرضا عليهالسلام ، قال :
« ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر » (١) ، وقد تقدم في بحث الاعجاز تحريم الخمر في التوراة (٢) ، ولكن الشئ الذي لا يشك فيه أن الشريعة الاسلامية لم تجهر بحرمة الخمر برهة من الزمن ، ثم جهرت بها بعد ذلك ، وهذا هو حال الشريعة المقدسة في جميع الاحكام. ومن البين أنه ليس معنى ذلك أن الخمر كان مباحا في الشريعة ثم نسخت حرمته.
٣٠ ـ « الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ٢٤ : ٣ ».
__________________
١ ـ البحار تتمة ج ١٦ باب حرمة شرب الخمر ص ١٨ ، ٢٠. وقد افرد لذلك بابا في الوافي ج ١١ ص ٧٩.
٢ ـ تقدم ذلك في ص ٥٤ من هذا الكتاب.