نصوص أيقن بها طائفة من الصحابة ، علىٰ رأسهم عليّ ، يقيناً لا يسمح أن يتسرّب إلىٰ مدلولها شكّ.. يقينا دفع عليّاً عليهالسلام أن يردّ بدهشة علىٰ من دعاه لتعجيل البيعة بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قائلاً : « ومن يطلب هذا الأمر غيرنا » (١) ؟!.
لكنّ تسارع الأحداث تلك الأثناء ، وإحكام القبضة ، لم يتركا لشيء من تلك النصوص موقعاً يرتجىٰ ، أمّا حين تحقّقت بارقة أمل يوم اجتماع الأصحاب الستّة للشورىٰ ولم يُبَتّ في الأمر بعد ، فلم يتوانَ عليٌّ عليهالسلام عن التذكير بطائفة منها (٢).
وبعد أن تمّت له البيعة كانت الأذهان أكثر استعداداً للإصغاء ، وأوسع فسحةً للتأمّل.. فبالغ في التذكير ببعضها ، نصّاً أو دلالةً ، حتّىٰ امتلأت بها خطبه الطوال والقصار ، وكان لايخلو تذكيره أحيانا من تقريع ، ظاهر.. أو خفيّ !
وبواحد من مواقفه نستهلّ هذه الطائفة من النصوص :
١ ـ « من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه » :
خطب عليٌّ عليهالسلام في الناس ، فقال : أنشدُ الله مَن سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ١٢.
(٢) أُنظر : الاستيعاب ، بحاشية الإصابة ٣ : ٣٥ ، شرح نهج البلاغة ٦ : ١٦٧ ـ ١٦٨.