الجو بقتله ـ وهو ما حصل في لسان الرواية ـ ويضم حينئذٍ تلك المرأة إلى أزواجه ليكتمل بها نصاب المئة !!
وبهذا تكون الآيات الشريفة المذكورة قد شبّهت بنات حواء بالنعاج ! لينتبه داود من غفلته ويستغفر ربّه ! (١)
ومن هنا رأى الزمخشري أنّ هذه القصة بالغة التوبيخ بحقّ النبي داود عليهالسلام ، ولعلّه لاستئناس ذهنه بمثل هذه الخرافات والأساطير (٢).
والحقّ في سبب نزولها هو ما تقدّم في رواية علي بن الجهم ، عن الإمام الرضا عليهالسلام في أدلّة العصمة من السنّة النبويّة ، وكيف ضرب بيده عليهالسلام على جبهته الشريفة حين سمع من علي بن الجهم ما يقولون بشأن داود عليهالسلام من تلك الأكذوبة التي جاء بها وهب بن منبه وغيره من حثالات الكذّابين الذين أفسدوا على شرائح كثيرة من الأُمّة فهم حقائق القرآن خصوصاً فيما يتعلّق بأنبياء الله ورسله عليهمالسلام وتأريخهم.
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام : « ولا أوتي برجل يقول : إنّ داود ارتكب الفاحشة إلّا ضربته حدّين أحدهما للقذف ، والآخر لأجل النبوّة ، لعظم ما ارتكب وجليل ما احتقب ، يرمي من قد رفع الله محلّه ، وأرسله من خلقه رحمة للعالمين وحجّة للمجتهدين » (٣).
ولعلّ من نافلة القول أن نشير هنا إلى ما ذكره الأستاذ علي حسين
___________
(١) راجع سبب نزول هذه الآيات في تفسير الطبري ( جامع البيان ) ٢٣ : ٧٥ / ٢٢٩٣٦ ، وأحكام القرآن / الجصاص ٣ : ٤٩٩ ، وزاد المسير / ابن الجوزي ٦ : ٣٢٦ ، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي ١٥ : ١٦٦ وغيرها كثير.
(٢) الكشاف ٤ : ١٤.
(٣) قصص الأنبياء المسمّىٰ بـ ( عرائس المجالس ) / أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري : ٢٨١.