السائح المغربي في بحثه الموسوم بـ ( تراثنا وموازين النقد ) حيث نقل فيه روايتين عن أصول الكافي.
يقول في أحديهما الإمام الصادق عليهالسلام لأبي عبيدة : « يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليهمالسلام حكم بحكم داود وسليمان ، ولا يسأل عن بينة » (١) ، ويقول عليهالسلام في الأخرى : « لا تذهب الدنيا حتّىٰ يخرج رجل منّي يحكم بحكومة آل داود ، ولا يُسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها » (٢).
ثمّ زعم السائح بعد ذلك كذب تلك الأحاديث وإن واضعها يشير إلى خطأ اجرائي وقع فيه النبي داود مما استوجب عليه التوبة ، ثم نقل الآيات الواردة في قصة الخصم الذين تسوّروا المحراب واحتكموا إلى داود.
وقال : « ولست ألزم الشيعة بتفاسير أهل السنّة ، ولكنني أحيل إلى مجمع البيان للطبرسي ، والميزان للسيّد محمد حسين الطباطبائي ـ إلى أن قال ـ والحاكم بدون بيّنة لا يستوجب المدح ، ولا يصحّ أن يكون مجالاً للفخر بالنسبة للمهدي ، ولكن أحبار اليهود الذين أسلموا نفاقاً هم الذين وضعوا هذه الروايات ».
وما يعنينا هنا تصريحه بخطأ النبي داود عليهالسلام الذي استوجب عليه التوبة ومن ثَمَّ إحالته إلى تفاسير الشيعة موهماً بأنّ العلّامة الطبرسي والسيّد الطباطبائي يؤيّدان على كلامه المذكور (٣).
___________
(١) أصول الكافي ١ : ٤٢٧ / ١ باب في الأئمّة عليهمالسلام أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود ولا يُسألون البينة عليهمالسلام.
(٢) أصول الكافي ١ : ٤٢٧ ـ ٤٢٨ / ٢ من الباب السابق.
(٣) تراثنا وموازين النقد / علي حسين السائح : ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، بحث منشور في مجلة كلية الدعوة الإسلامية في ليبيا ، العدد العاشر ، السنة / ١٩٩٣م ، بيروت.