الخطاب ) أنّه قال : ( الفهم في القضاء ) (١).
وأمّا عن وجه استغفار داود عليهالسلام ، مع أنّ القضية كما يقول السيّد المرتضىٰ « لا دلالة في شيء منها على وقوع الخطأ من داود عليهالسلام » (٢).
فهو ما ذكره العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ، قال : « واختُلِفَ في استغفار داود عليهالسلام من أي شيء كان ؟ فقيل أنّه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى ، والخضوع له والتذلّل بالعبادة والسجود كما حكى سبحانه عن إبراهيم عليهالسلام بقوله : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ) (٣) ، وأمّا قوله تعالى : ( فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ) (٤) ، فالمعنى : إنا قبلناه منه وأثبتناه عليه ، فأخرجه على لفظ الجزاء ، مثل قوله : ( يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (٥) ، وقوله : ( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) (٦) ، فلما كان المقصود من الاستغفار والتوبة : القبول ، قيل في جوابه : غفرنا » (٧).
هذا ، وأما قوله تعالى بعد قصّة الخصم الذين تسوّروا المحراب : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ) (٨) ، فقد ظنّ المخطئة أنّه مشعر بخطأ داود عليهالسلام وهو ليس كذلك.
___________
(١) صحيح البخاري ٣ : ١٢٥٧ باب (٤٠) ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ) ، من كتاب الأنبياء.
(٢) تنزيه الأنبياء : ٨٨.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ٨٢.
(٤) سورة ص : ٣٨ / ٢٥.
(٥) سورة النساء : ٤ / ١٤٢.
(٦) سورة البقرة : ٢ / ١٥.
(٧) مجمع البيان ٨ : ٣٥٣.
(٨) سورة ص : ٣٨ / ٢٦.