داود عليهالسلام لصاحب النعجة الواحدة : لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ، وهو بعد لم يعلم صحّة ما ادّعى ؟! ، إذ لابدّ وأن يكون في قوله ( لقد ظلمك ) من غير مسألة الخصم كلام محذوف وتقديره : ( إن كان الأمر كما ذكرت ) كما قاله السيد المرتضى (١).
ومثله قول الشيخ الطوسي في توضيح قوله تعالى : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ) (٢) ، قال : « ومعناه : إن كان الأمر على ما تدّعيه لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه » (٣).
وقال الطبرسي في مجمع البيان في توضيح الآية : « إن كان الأمر على ما تدعيه لقد ظلمك بسؤاله إيّاك بضمّ نعجتك إلى نعاجه ، فأضاف المصدر إلى المفعول به » (٤).
وقال في الميزان في جواب المخطئة : « فينبغي أن يؤخذ قوله : ( لقد ظلمك ... الخ ) قضاء تقديرياً ، أي : إنّك مظلوم لو لم يأتِ خصيمك بحجة بيّنة ، وإنّما ذلك للحفظ على ما قامت عليه الحجّة من طريقي العقل والنقل أنّ الأنبياء معصومون بعصمة من الله ، لا يجوز عليهم كبيرة ولا صغيرة ، على أنّ الله سبحانه صرّح قبلاً بأنّه آتاه الحكمة ، وفصل الخطاب ولا يلائم ذلك خطأه في القضاء » (٥).
أقول : روى بخاريهم في صحيحه بسنده عن مجاهد في تفسير ( فصل
___________
(١) تنزيه الأنبياء : ٨٩.
(٢) سورة ص : ٣٨ / ٢٤.
(٣) التبيان ٨ : ٥٥٣.
(٤) مجمع البيان ٨ : ٦٠٦.
(٥) الميزان ١٧ : ١٩٤.