السفيه إمام التقي » (١).
ومن الواضح هنا أنّ وصف ( السفيه ) يصدق على جميع الصحابة قبل دخولهم الإسلام لأنّهم كانوا سفهاء يعبدون الأصنام سوى أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام الذي لم يسجد لصنم قط باتفاق أهل الإسلام قاطبة.
وعنى السيد الطباطبائي رحمهالله بضرورة أن يكون الهادي للحقّ معصوماً في نفسه حيث قال : ( ثمّ أنّ هذا المعنى ـ أعني الإمامة ـ على شرافته وعظمته لا يقوم إلّا بمن كان سيّد الذات بنفسه إذ الذي ربما يتلبّس بالظلم والشقاء ، فإنّما سعادته بداية من غيره وقد قال تعالى : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢).
وقد قوبل في هذه الآية بين الهادي إلى الحقّ وبين غير المهتدي إلّا بغيره ، وهذه المقابلة تقتضي أن يكون الهادي إلى الحقّ مهتدياً بنفسه وانّ المهتدي بغيره لا يكون هادياً إلى الحقّ (٣).
هذا ما ذهب إليه الإمامية في تناول هذه الآية المباركة حيث أثبتوا أنّ الإمام ( المعصوم ) لا يمكن أن يكون مخطئاً أصلاً ، وإلّا لكان ظلماً في ذلك المصداق بالذات ، فيشمله أنّه من الظالمين ، فلا يمكن أن ينال عهد الله تعالى فيجب أن يكون معصوماً ، فإذا كان الإمام كذلك فالنبيّ أو الرسول يكون من باب أولى مصداقاً لذلك ، لأنّه حاز ملاكات القيادة والهداية بما حوته النبوة من خصائص أسماها مرتبة هي العصمة التي جاءت متقدّمة رتبة وزمناً على
___________
(١) أصول الكافي ١ : ١٧٥ / ٢ باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام من كتاب الحجّة.
(٢) سورة يونس : ١٠ / ٣٥.
(٣) الميزان / السيد الطباطبائي ١ : ٢٧٣.