وهذا الكلام في العصمة يمكن تعدّيه إلى جميع الأنبياء والمرسلين عليهمالسلام لكونهم من أجلى مصاديق الصادقين هذا بالإضافة إلى إطلاق الآية الشامل لهم.
وما قاله الشيخ المفيد قدسسره صحيح البتة ، فقد وردت روايات كثيرة من طرق الفريقين وكلّها تؤكّد اختصاص أهل البيت عليهمالسلام بهذه الآية ، سنشير إلى اليسير منها.
ففي مناشدة أمير المؤمنين عليهالسلام الصحابة : « أنشدكم الله ، أتعلمون أنّ الله أنزل ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (١) فقال سلمان : يا رسول الله عامة هذا أم خاصة ؟ قال صلىاللهعليهوآله : أمّا المأمورون فعامة المؤمنين أمروا بذلك ، وأمّا الصادقون فخاصة لها في عليّ وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة. قالوا : اللّهمّ نعم » (٢).
ونحوه عن عبد الله بن عباس مرفوعاً (٣).
وروى موسى بن إسحاق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام انّه قال في هذه الآية : ( فمن الصادقون ، ما حملناه إليكم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وعنه تبارك اسمه ) (٤).
وعن جابر الجعفي ، عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ( مع علي بن أبي طالب عليهالسلام ) (٥).
ونقله ابن شهرآشوب عن ابن عباس ونسبه للثعلبي في تفسيره ، كما نقل
___________
(١) سورة التوبة : ٩ / ١١٩.
(٢) كتاب سليم بن قيس الهلالي : ٢٠٠ ، والاحتجاج / الطبرسي ١ : ٢١٥.
(٣) شرح الأخبار / القاضي النعمان ٢ : ٣٤٣ / ٦٨٦.
(٤) شرح الأخبار ٢ : ٥٠٦ / ٨٩٤.
(٥) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٢٥٥ / ٤٦١ (٥٣) مجلس (٩) ، ومناقب آل أبي طالب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣١٤.