من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن ابن عمر انّه قال في الآية : انّها في رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام (١).
ورواه ذلك شاذان بن جبريل القمي بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٢).
ونقله السيد ابن طاوس في سعد السعود من الجزء الثالث من تفسير الإمام الباقر عليهالسلام (٣).
وبعد ملاحظة هذه الآيات المباركات الدالّة على عصمة الأنبياء عليهمالسلام نجد أنّ دلالاتها تقتضي أنّ الأنبياء عليهمالسلام مصطفون لله ، مختارون له تعالى خيّرون ، ومن الضرورة إنّ ذلك ينافي صدور العصيان عنهم سهواً ، مع أنّ الآيات تصرّح بلزوم متابعتهم والاقتداء بهم والاقتباس من أنوارهم ووجوب التأسّي بهم كما قال تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ) (٤).
ولو صدرت المعصية عنهم ولو سهواً لما جاز الاقتداء والتأسّي بهم ، مع أنّ صدورها عنهم ولو في بعض الأحيان يوجب تنفر الناس منهم فلا يطمأن إلى قولهم وفعلهم وهذا ينافي الغرض الأقصى من بعثتهم.
___________
(١) مناقب آل أبي طالب / ابن شهرآشوب ٣ : ٢٨٨.
(٢) الفضائل / شاذان بن جبريل القمّي : ١٣٨.
(٣) سعد السعود / السيد ابن طاوس : ١٢٢.
(٤) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٢١.