١ ـ قوله تعالى ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ) (١).
لنفاة العصمة المطلقة من المخطئة عدّة أقوال في تفسير هذه الآية أهمّها ثلاثة ، وهي :
القول الأوّل : إنّ نبي الله عزّوجلّ إبراهيم عليهالسلام قال ذلك كذباً (٢) أو كان ذلك إمّا كذباً أو كذباً وكفراً معاً !! (٣). (٤)
القول الثاني : إن إبراهيم عليهالسلام قال : ( هَٰذَا رَبِّي ) في مرحلة صباه وقبل لزوم التكليف له. وقد نسب الشيخ الطوسي هذا القول إلى أبي علي الجبائي من
___________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٧٥ ـ ٧٦.
(٢) قال القرطبي المالكي في قوله تعالى : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ) قال : « قوله في الكوكب : ( هَٰذَا رَبِّي ) كذبة ، وهي داخلة في الكذب !! » الجامع لأحكام القرآن ١١ : ٣٠١.
(٣) قال الرازي في بيان شُبَهات المخطئة في هذه الآية : « الشبهة الأولى : قوله تعالى حاكياً عن إبراهيم عليهالسلام : ( قَالَ هَٰذَا رَبِّي ) فلا يخلو إما أن يقال : إنّه قال هذا الكلام في النظر والاستدلال ، أو بعده :
فإن كان الأول كان قطعه بذلك مع تجويزه أن يكون الأمر بخلافه إخباراً عما يجوز المخبر كونه كاذباً فيه وذلك غير جائز.
وإن كان الثاني كان ذلك كذباً قطعاً ، بل كفر قطعاً » ، عصمة الأنبياء : ٢٨ ـ ٢٩ وهذا لا يقوله إلّا زنديق على حد تعبير الفخر الرازي كما سيأتي في تكذيب حديث الكذّاب أبي هريرة الدوسي في تكذيبه أبي الأنبياء الخليل إبراهيم صلوات الله عليه.
(٤) حكاه الرازي في عصمة الأنبياء عليهمالسلام : ٢٨ ـ ٢٩ عن بعضهم !