لك أن تهلك أحد أعضائك ولا تلقي جسدك كله في نار جهنم ، وإن شككتك يدك اليمنى فاقطعها وألقها عنك فإنه خير لك أن تهلك أحد أعضائك من أن يذهب كل جسدك في جهنم. (١)
وفي موضع آخر : قال عليهالسلام : أقول لكم : لا تهتموا ماذا تأكلون ، (٢) ولا ماذا تشربون ، ولا لاجسادكم ما تلبس ، أليس النفس أفضل من المأكل؟ والجسد أفضل من اللباس؟ انظروا إلى طيور السماء التي لاتزرع ولا تحصد ولا تحزن ، (٣) وربكم السماوي بقوتها ، (٤) أليس أنتم أفضل منهم؟ من منكم يهتم فيقدر أن يزيد على قامته ذراعا واحدة؟ فلماذا تهتمون باللباس؟ (٥)
وقال عليهالسلام في موضع آخر : أي إنسان منكم يسأله ابنه خبزا فيعطيه حجرا؟ (٦) أو يسأله شملة فيعطيه حية؟ فإذا كنتم أنتم الاشرار تعرفون تعطون العطايا الصالحة لابنائكم فكان بالاحرى ربكم أن يعطيكم الخيرات لمن يسأله. (٧)
وفي موضع آخر : قال واحد من تلاميذه : ائذن لي أولا ياسيدي أن أمضي فأواري أبي ، فقال له عيسى عليهالسلام : دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني. (٨)
١٨ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن الدهقان ، عن درست ، عن عبدالله ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان المسيح (ع) يقول : من كثر همه سقم بدنه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه ، ومن
__________________
(١) سعد السعود : ٥٥ و ٥٦ وفيه : في نار جهنم.
(٢) في المصدر : لاتهتموا لانفسكم ماذا تأكلون.
(٣) في المصدر : ولا تحزن في الهواء. قلت : لعله مصحف « تخزن » بالخاء.
(٤) توصيف الرب بالسماوي اما للدلالة على عظمته تعالى ، أو للايعاز إلى انه ليس من الماديات. حيث إنهم كانوا يعتقدون أن عالم العقول والمجردات فوق عالم الماديات فتأمل.
(٥) سعد السعود : ٥٦.
(٦) في المصدر : يسأله ابنه خمرا فيؤتيه جمرا.
(٧ و ٨) سعد السعود : ٥٦.