أن تأتي هنا كلمة اميرالمؤمنين عليهالسلام لاهل العراق عموما او لاهل الكوفة خصوصا حيث يقول لهم : « أريد أن أتداوى بكم أنتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة وضلعها معها » واذا لم تبادر الحكومات العربية التي يعبر عنها الصياهنة بالدعائم السبعة المنهارة تارة وبالفيران السبع أخرى ؛ وامامها ( هرّ ) يريد أن يبتلعها ، فاذا لم يحفزها كل هذا التحدّي الى الوثبة وتعجيل الضربة ، وتمادت على المماطلة والتسويف كرامة لسواد عيون أسيادهم ذوي العيون الزرقاء ، نعم اذا تمادوا في حبال هذا الوبال كان لزاما على الشعوب العربية أن تنهض وتشق الطريق بنفسها لتأخذ ثارها وتغسل عارها ، فاما موتة حرّ شريفة او حياة نظيفة :
فاما حياة تبعث الشرق ناهضاً |
|
|
|
واما ممات وهو ما يرقب الغرب (١) |
|
وبعد ذلك يحسن منها أن تقيم الاحتفال بالمواليد النبوية والاعياد الاسلامية ، أما في هذه الحال فحق عليهم اقامة المآتم ، ولبس الحداد والمآتم ، ولاشك أن رسول الله صلىاللهعليهوآله يطل عليكم أيها الناس من سماء عليائه ساخطا عليكم في هذه الاحتفالات والزائقة التي ما هي الا لهو ولعب ، وتيقنوا أنكم اذا تتداركوا هذا السيل الجارف من البلاء فلاشك ان مصيركم جميعا الى الفناء ،ولايبقى للعرب ذكر الا في التاريخ الاسود لاغير ، وتصح فيكم الاية التي افتتحنا بها كلمتنا هذه : ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا ويُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ، هذا هو الاحتفال الصحيح لعيد المولود النبوى صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) رأيت هذا البيت في ضمن ثلاثة ابيات بخطه قدس سره وهي من اشعاره واولها :
ولى كل يوم موقف ومقالة * أنادي ليوث العرب ويحكم هبوا * ثم ذكر البيت المذكور ثم قال : وقفت على احياء قومي براعتي * وقلبي وهل الا البراعة والقلب *.