__________________
في اربعة من خواصه متستراً. وكان مقدما في كل الفنون لم يشاركه في التعليم أحد الا المعلم الاول ( أرسطو ) وله نحو مائة تصنيف وبكتبه تخرج الشيخ الرئيس ابو علي سينا ولولاه لم يكن أبو علي رئيساً لحكماء الاسلام كما نقل عن ابن سينا نفسه وكان يحسن أكثر اللغات الشرقية المعروفة في عصره. وكان ازهد الناس في الدنيا والاعراض عنها. ولا شك في تشيعه وحسن عقيدته ولكنه أيضاً كامثاله من الاكابر وقع هدفا لسهام اللوم والتكفير والطعن والتفنيد. وقد تقدم منا أنه لا وقع في التاريخ الصحيح بهذه التهم والافاتك لان اغلب الاكابر لم يسلموا عن هذه السهام المسمومة ولم يشذ أحد منهم عن القذف بالمروق والشذوذ وما شابه ذلك ولم يسلم أكثرهم سواء في حياتهم أو بعد مماتهم عن الكلمات الخاطئة والتحامل عليهم بالقول الزور وبكل أفيكة. ولذا لا ينبغي التسرع الى تلقى تلك الكلمات الشائنة في حقهم بالقبول والاصغاء اليها كما صرح به العلامة الوحيد البهبهاني قدسسره وغيره لان للرمي بالتكفير والتفسيق وما شابههما جهات واسباب مختلفة لا يسعنا المقام ذكرها منها الجهل وقصور الفهم وعدم القابلية والاستعداد لدرك الحقائق ونقصان الغريزة عن فهم المكالب الغامضة والمعاني الدقيقة التي دبجوا الاكابر تضاعيف عباراتهم المعضلة وكلماتهم المتشابهة بها وهي ودائع منهم لاهلها ولمن نال استعداد فهمها وحفظها فصلوات الله وتسليماته على من تكلم بهذه الكلمة النيرة ان ( هذه القلوب اوعيه وخيرها اوعاها ). ومن الواجب على رواد العلم وحملة الفضيلة أن ينعموا النظر في تلك الكلمات والعبارات والمطالب الغوامض ويحملوها على الصحة والسداد لا على الاعوجاج والفساد مع الذهول عن المقصود والغفلة عن المراد ، ويتركوا الجمود والخمود ، مع التجنب عن الاضطهاد والتباعد عن البغضاء والعناد ونبذ المعادات والتهمات ، والى غيرها من الصفات والموبقات. وأن يحملوا كلمات كل طائفة على ما هو ظاهر عندهم ومعلوم لديهم مع رعاية مصطلحاتهم ومعرفة اصطلاحاتهم واياهم والتداخل في العلوم التي لم يحوموا حولها ولم يدرسوها بالدراسة التحليلية عند اساتذتها ما أشار بذلك شيخنا وأستاذنا الامام العلامة ادام الله ايامه فيما تقدم من ترجمة كلماته الشريفة ، ص ٤١ ـ ٤٣ فانهم ان لم يراعوا هذه الطريقة المثلى والشرعة الوسطى ، ولم يرفضوا المشاغبات والمضاربات من جميع الجهات ، ولم يتركوا المطاعنات والمشاحنات من كافة نواحيها ، فلا محالة يتورطون في المهالك والمسالك الوعرة ، والغياهب المدهشة ، وأخزى تلك النكبات والهلكات تكفير قوم بغير حق وهذه هلكة هلكاء وشقة سوداء. ولذا لم يكد يسلم اكثر الاكابر في كل الاعصار وحتى اليوم عن طعن الطاعنين ورمي المغرضين وغمز الجاهلين وتكفير القاصرين.
أليس مثل الشيخ
الرئيس ابن سينا والفقيه الحر المتضلع ابن ادريس الحلي صاحب السرائر وآية الله العلامة الحلي والشيخ ابن أبي جمهور الاحسائي صاحب غوالى اللئالي وشيخنا البهائي وتلميذه
صدر المتألهين صاحب كتاب الاسفار الذي هو من جلائل كتب الامامية ومن أنفس آثارهم
العلمية