__________________
والحكيم الالهي المولى رجب على التبريزي وتلميذه القاضي سعيد القمي والمحقق الثاني صاحب جامع المقاصد والفيض القاشاني صاحب الوافي والمحقق السبزواري صاحب الكفاية والذخيرة ونظرائهم من حماة الحق وذادته. واعضاد الدين وقادته ، لقوا ما لقاه أمثالهم من الطعن والتشنيع ؟ بل جم غفير من علمائنا قبل هؤلاء العظماء لم يسلموا من الرمي بالغلو والتكفير ، والتصوف البغيض ، أليس القميين رموا جمعاً من علمائنا بالغو والتكفير وأخرجوا رجالا من ( قم ) بأدنى غمز فيهم وكانوا ينسبون اليهم الانحراف في العقائد الدينية بمجرد رؤية رواية في كتابهم أو نسبة أحد ذلك اليهم حتى أفرطوا في الجمود وطعنوا في مثل يونس بن عبدالرحمن الثقة الكبير الذي كان من أكابر رجال الشيعة وعلامة زمانه ؟ وقد وبخ سيدنا مفخرة الامامية السيد المرتضى علم الهدى قدسسره في بعض رسائله ( وتشرفت بمطالعة هذه الرسالة وهي مخطوطة ) القميين بسبب جمودهم على الظواهر وافراطهم في التمسك بها واستثنى منهم رئيس المحدثين الشيخ الصدوق قدسسره حيث أن الافراط في الجمود على ظواهر عدة من أخبار الاحاد ـ التي لابد من تأويلها ورفع اليد عن ظاهرها ـ يفضى الى بعض المحظورات والاخطار من الجبر والتشبيه وأمثال ذلك ولذا وبخهم سيد الامامية وحذرهم من ذلك ولم يكن مقصود السيدان القميين كانوا يعتقدون بعض العقائد الفاسدة. حاشا سيد الامامية من نسبة العقائد السخيفة اليهم وحاشاهم أيضاً أن يعتقدوا العقائد الباطلة كما هو معلوم بالضرورة وقد ذهل العلامة المولى ابي الحسن العاملي قدسسره تلميذ العلامة المجلسي قدسسره عن مقصود سيد الامامية وزعيمها ولم يصل الى مغزى مرامه فصنف رسالته ( تنزيه القميين ) المطبوعة « بقم » سنة (١٣٦٨) حيث تخيل ان مراد السيد قدسسره أن القميين يعتقدون بعض العقائد السخيفة حقيقة فتصدى في تلك الرسالة للذب عنهم واثبات نزاهة ساحتهم المقدسة عنها مع أن جلالة السيد قدسسره الاسمى أجل وأسنى من أن ينسب اليهم بعض الاعتقادات الممقونة فما نسبه المولى العاملي قدسسره الى السيد قدسسره وتصدى للجواب عنه فلعله ذهول منه قدسسره ولكن هو أبصر وأعرف بما جادت به يراعته فلو جمعنا ما ضبطه التأريخ من الطعون على الاكابر لصار كتابه مستقلا وسفراً لطيفاً. وقال الوحيد البهبهاني قدسسره : ( الذى نراه في زماننا انه لم يسلم جليل مقدس وان كان في غاية التقدس عن قدح جليل فاضل متدين فما ظنك بغيرهم ومن غيرهم حتى آل الامر الى انه لو سمعوا من احد لفظ « الرياضة » وامثال ذلك اتهموه بالتصوف وجمع منهم يكفرون معظم فقهائنا بانهم يجعلون لاهل السنة نصيبا من الاسلام ).
فالتكفير الذي تفوه
به بعض في حق الحكيم الفارابي وأمثاله انما هو من هذا القبيل وناش من عدم تأمل وتحليل وقال بعض الاعلام قدسسره
( اعلم أن بعض العلماء تسرع في تكفير الفارابي حيث وجد في كتبه مايدل على قدم العالم وانكار المعاد وأمثال ذلك ولم يلتفت أن هذا كله ترجمة بالعربي
لكتب بعض الفلاسفة لا أنّه كتاب عقيدة لابي نصر الفارابي أو ليس في رسالة النصوص المنسوبة
اليه خلاف هذه