أصبح في بلابلي وامسى |
|
أمسى كيومي وكيومي أمسى |
||
يا حبذا يوم حلال رمسى |
|
مطلع سعدي ومغيب نحسى |
||
من عرض يبقى بدار الحس |
|
وجوهر يرقى لدار القدس |
||
|
وكل جنس لاحق لجنس |
|
||
ويعنى بالعرض الجسم التعليمى ، ذا الابعاد الثلاثة ، والكيفيات الخاصة وهو الذي تتفرق بالموت اجزاؤه ، ويلحق كل جزء بأصله من العناصر ولم يعلم رأيه انما تعود أو لا تعود وكيف تعود ، وعلى كل فبطلان هذا القول يبتني على منع صيرورة البدن معدوماً بالموت أو بعد الموت كما سيأتي قريباً ان شاء الله تعالى.
( ثالثها ) القول بالمعاد الجسماني فقط ، وهو مذهب جميع أهل الظاهر من المسلمين وبعض المتكلمين ، وهو لازم كل من أنكر وجود النفس والروح المجردة ، بل أنكر وجود كل مجرد سوى الله ( فلا مجرد الا الله ) أمّا الملائكة ، والعقول ، والنفوس والارواح ، فكلّها اجسام ، غايته انّها تختلف من حيث اللطافة والكثافة والعنصرية والمثالية ، يظهر هذا من كلمات عدة من العلماء ولكنّي اجلهم عن ذلك ؛ وكلماتهم محمولة على غير ما يترائى منها ، ومغزاها معاني أخرى جليلة. (١)
( رابعها ) وهو أحقها وأصدقها اثبات المعاندين الجسماني والروحاني أي معاد
__________________
الكلمات ؟ وبالجملة لا ينبغي التسرع في مثل هؤلاء الاعاظم المعلوم بالضرورة اسلامهم وايمانهم بمجرد السواد على البياض الذي لم يتحقق موضوعه ولا حقيقة نسبته ولا صاحب قيله نعوذ بالله من سوء الرأي في الاعاظم ). ونسأل الله تعالى أن يحفظنا من الاعوجاج وأن يجمع كلمتنا على الخير والهدى وامانة المطاعنات وهو مجيب الدعوات وغافر الخطايا والسيئات.
(١) ولعل من معاني كلامهم أنه اذا أعيدت الاجسام لزمت اعادة الارواح أيضاً باعتبار المشاركة للطافتها وسريانها فيها كما حمل قولهم على ذلك بعض العلماء اذ لا معنى لحشر الاجساد فقط فانها حينئذ جمادات ولا يقول بذلك عاقل فهذا القول يرجع أيضاً الى القول بالمعادين الجسماني والروحاني معاً وحمله على الجسماني فقط بديهي البطلان ولذا قال شيخنا الامام دام ظله : ( ولكني اجلهم عن ذلك ).