نعم كل ما أصابنا انما هو من محاربتنا للدّين ونبذ القرآن ، وترك العمل بتعاليم الاسلام ، وما أفسد هذا الشباب الخليع المستهتر الاّ هذه المدارس التي جعلت الدين فيها قشراً لالب فيه ، وجسداً لاروح له. (١)
أيها المسلمون عودوا الى ما كان عليه أسلافكم تعدلكم عزّتكم ، أكرموا القرآن بالعمل به كي يعيد لكم كرامتكم ، أترجون صلاحا او اصلاحا من هذا الشباب الواهن المتجر ففي تيّار شهواته ، وقد فسد المعلّمون والمتعلمون فانا لله وانا اليه راجعون ؛ ضاع الرعيل وقائده.
اصل بليّتنا معاشر المسلمين هو الاستعمار ، وكل رزية وبلية فالاستعمار أصها وفرعها ونبعها ومطلعها ، وما جرّ علينا بلاء الاستعمار ومكّنهم من نفوسنا وأموالنا وأولادنا وأخلاقنا وتقاليدنا الا زعمائنا وقادتنا. (٢)
__________________
(١) هذه المدارس الرسمية لشباب في الشرق سواء كانت في العراق او في ايران او غيرهما من الممالك الشرقية. فاقدة للفضائل كلها فان الروح الغربى نفذت في جسدها وسلبت منها كل الفضائل الانسانية والكمالات النفسانية والتعاليم الدينية الروحية وقد جاعت روح الغربي بالتوحش باسم التمدن فنزعت كل الفضائل منا. قال شيخنا الامام رحمهالله في الجزء الاول من كتابه : « الدين والاسلام » ما هذا لفظه :
نفذت الروح الغربية في جسد الشرق وجسم العالم الاسلامي فانتزعت منه كل عاطفة شريفة واحساس روحي وشرف معنوي ومجد باذخ واستقلال ذاتي الى ان قال ـ تسع بالمسلم الشرقي الذي يلهج بالمحاماة والذب عن الدين الاسلامي والتناصر له فاذا وقع بصرك عليه وجدته غربيا من قرنه الى قدمه غربي الاهواء غربي الازياء غربي الاميال ، غربي الشكل ، غربي اللباس غربي الظاهر كله ، ( والله اعلم بالباطن ) غربيا في كل شيء وليس عليه من اثر الاسلام شيء تقليداً اعمى ، وجهلا مطبقا ، و اعجاباً بزخارف الدنيا وسفاسف الامور ، واغترارا بالعرضيات عن الحقائق والجوهريات ( ا ه )
ولذلك ليس في اكثر المعلمين وغيرهم في هذه المدارس في الشرق حفظ مجدهم وشرفهم الديني والوطني وحفاظة الاستقلال الذاتي وانما همّهم واهتمامهم على اخذ الرواتب من وزارة المعارف والتحصيل الدرهم و الدينار من اي طريق حصل واي سبيل وصل ولا اهتمام لهم لتربية الشاب بالتعاليم الروحية والآداب الدينية ولا نتيجة لهذا الطريق الذي سلكوا الا الفوضى وجرّ الشباب الى الشيوعية الحمراء والسوداء.
(٢) هم السبب الوحيد على فساد أخلاق الناس وسوقهم الى التوحش والهمجية ونعم ما قيل :
وما افسد الناس الا الملوك |
|
وأحبار دين ورهبانها |