المعارف الإسلامية : « أنه مما لا شك فيه أن هناك فقرات من القرآن ضاعت » ويثني على هذا الموضوع الخطر في دائرة المعارف البريطانية ، مادة قرآن فيقول : « إن القرآن غير كامل الأجزاء » (١).
وهذا خلط عجيب لا يقوم على صحته دليل ، وهو غريب الصدور من هذا العالم الجليل ، وسنناقش هذا الموضوع فيما بعد عند عرض آراء الأستاذ بول فيه.
ط ـ وحينما ظهر كتاب المستشرق الألماني « فوللرز » عن لغة الكتابة واللغة الشعبية عند العرب القدماء ، أثار نقاشا حادا ، فقد زعم « فوللرز » في كتابه هذا أن القرآن الكريم قد ألف بلهجة قريش وأنه قد عدل وهذب حسب أصول اللغة الفصحى في عصر ازدهار الحضارة العربية ، وقد انبرى ( نولدكه ) للرد عليه موضحا أن كلامه عار من الصحة والتحقيق العلميين (٢).
لقد فتح ( نولدكه ) الطريق أمام القول بتحريف القرآن ، ثم بدا مدافعا عنه مما بدا فيه متناقضا بين السّلب والإيجاب في الموضوع.
ي ـ وفي الوقت الذي يعجب فيه بسحر القرآن البلاغي ، وإعجازه البياني ، نراه في بحثه عن القرآن وأسلوبه في دائرة المعارف البريطانية تحت لفظ قرآن ـ والذي يعالج فيه عدة موضوعات من القرآن معالجة تتسم بالدقة حينا ، وبالتجني حينا أخر ـ يغمز أسلوب القرآن الكريم باعتباره أسلوبا قصصيا ينقصه التسلسل في طريقة الأخبار والسير ، ويرى في قصصه انقطاعا حتى ليصعب فهمها على من لم يطلع عليها في مصدر آخر. وانتقد في القرآن الكريم تكرير بعض الألفاظ أو العبارات تكريرا لا مسوغ له في رأيه!!!
وأشار إلى كثرة انتقال القرآن في خطاباته من صيغة إلى أخرى ، ومن حال إلى حال ، فمن غيبة إلى خطاب ، ومن ظاهر إلى مضمر وبالعكس ، واعتبر ذلك مجالا للتجريح ، وأن رأي كل عالم أوروبي في القرآن بعد
__________________
(١) ظ : عبد الوهاب حمودة.
القراءات واللهجات : ٧٧ ، مطبعة السعادة ، القاهرة ١٩٤٨ م.
(٢) ظ : ألبرت ديتريش ، المرجع السابق : ١٣.